394

الثاقب في المناقب

تصانيف

والسلام- ورجع إلى أبي جعفر الدوانيقي (1)، فقال أبو جعفر ما وراءك؟

قال: أتيت القوم، وهذه خطوطهم بقبضهم، ما خلا أبو عبد الله جعفر بن محمد، فإني أتيته وهو في مسجد الرسول (ص) يصلي، وجلست خلفه، فقلت: ينصرف وأذكر ما ذكرت لأصحابه فعجل وانصرف، ثم التفت إلي وقال: «يا هذا، اتق الله ولا تغر أهل بيت محمد (ص) فإنهم قريبو العهد بدولة بني مروان، فكلهم محتاج».

قال: فقلت: وما ذاك أصلحك الله؟ قال : «فادن رأسك مني» فدنوت، فأخبرني بجميع ما جرى بيني وبينك، حتى كأنه كان ثالثنا، قال: فقال له: يا ابن مهاجر، اعلم أنه ليس من أهل بيت النبوة إلا وفيهم محدث، وإن جعفر بن محمد محدثنا اليوم.

فكانت هذه المقالة سبب مقالتنا بهذا الأمر.

339/ 6 (2)- عن موسى بن عبد الله بن الحسن، قال: إن أبي لما أخذ في أمر محمد بن عبد الله: «دعا إلى أمره أبا عبد الله (عليه السلام)، فدفعه عن ذلك ونصح له، فلم يرض منه بذلك- في كلام طويل- حتى قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إنك لتعلم أنه الأحول الأكشف الأخضر، المقتول بسدة أشجع عند بطن مسيلها» فقال: أبي ليس هو كذلك، وليقومن بثأر أبي طالب. فقال له: أبو عبد الله (عليه السلام): «يغفر الله لك ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق بصاحبنا:

منتك نفسك في الخلافة ضلالا والله لا يملك أكثر من حيطان المدينة ولا [من] الأمر بد، وإني

صفحة ٤٠٧