{ورضوان من الله أكبر}
قيل: أكبر من عملهم، وقيل: أكبر أي : أكبر مما أتاهم في الدنيا.
وقيل: أكبر مما وصف من نعيم الجنة وهو الأظهر من كلام المفسرين.
وفي الحديث عنه : ((إن الله تعالى يقول لأهل الجنة هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحدا من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل رضواني عليكم فلا أسخط عليكم أبدا)).
قال جار الله: لأن العبد إذا علم أن مولاه راض عنه فهو أكبر في نفسه مما وراءه من النعم.
قال: وسمعت بعض أولي الهمة البعيدة من مشائخنا يقول: لا يطمح عيني ولا تنازع نفسي إلى شيء مما وعد الله في دار الكرامة، كما تطمح وتنازع إلى رضاه عني، وأن أحشر في زمرة المهتدين المرضيين عنده، وهذا يدل أن لفظ الدعاء بالترضية له موقع
قوله تعالى:
{ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}
دلت على وجوب الجهاد، قيل: بالسيف للكفار، وجهاد المنافقين بالحجة.
وقيل: جهادهم بإقامة الحدود عليهم، عن الحسن, وقتادة.
وقال الضحاك وابن جريج: جهاد المنافقين بأن يغلظ عليهم الكلام، وهذا حيث لا يقابل ذلك مصلحة، فإن ترتب على الرفق بهم مصلحة من رجاء توبة جازت الملاطفة، وقد جوزوا التعزية لأهل الذمة، والوصية لهم فقال تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم}.
وقال الهادي: لا تعتق الرقبة الذمية عن كفارة، وجوز ذلك أبو حنيفة. (1) ...............
قوله تعالى:
صفحة ٣١