{وأقم الصلاة لذكري}
قيل: معناه لتذكرني فيها بما يشرع فيها من الذكر.
وقيل: لتذكرني دون غيري فلا تقصد أمرا آخر فتكون مرائيا.
وقيل: معناه لوقت ذكري لقوله تعالى في سورة النساء: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}.
وقيل: معناه إذا نسيت الصلاة ثم ذكرتها فأنت ذاكر لي بذكرها، أو بحذف المضاف أي لذكر صلواتي، وعليه الحديث عنه -عليه السلام-: ((من نام عن صلاة أو نسيها فوقتها حين يذكرها))
فصار ثمرة ذلك :
لزوم الذكر في الصلاة؛ لكن الدلالة مجملة، وتحريم الإشراك في الصلاة ولزومها إذا نسيها ثم ذكرها، هذا على حسب التفسير المذكور.
قوله تعالى:
{لتجزى كل نفس بما تسعى}
دل ذلك على أن أحدا لا يؤاخذ بذنب غيره، ولا يثاب بفعل غيره، وعليه قوله تعالى في سورة النجم: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}
وما ورد في الحديث: ((إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه)) فيه تأويلان:
الأول: أن المراد إذا أوصى أن يبكى عليه كما كانت الجاهلية تفعل، ولهذا فإن عبد المطلب قال لبناته: أبكينني فأنا أسمع،
وقال طرفة بن العبد:
إذا مت فاتبعيني بما أنا أهله
وشقي علي الجيب يا أم معبدي
والتأويل الثاني: أن المراد ببكاء أهله عليه، أي لما كانوا يقولون إنه كان يفعل في حال الحياة من الظلم والقتل، ويدل على ذلك أنه لا يلحق الإنسان فعل غيره، فلا يثاب بما فعله غيره من غير وصية، وسيأتي زيادة إن شاء الله تعالى عند قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}.
أما التبرع بدين الآدمي: فقد ورد الحديث أنه يلحق، ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم في خبر أبي قتادة لما ضمن بدين على ميت، وأخبر الرسول -عليه السلام- أنه قد قضاه قال: ((الآن بردت عليه مضجعه)). وروي جلدته.
قوله تعالى:
صفحة ٢٠٦