الثلثان الأخيران من الثمرات

Faqih Yusuf ت. 836 هجري
185

الثلثان الأخيران من الثمرات

تصانيف

وقوله تعالى:{قال لفتاه}

قيل: أراد عبده، وقيل: أراد يوشع بن نون، وإنما قال: فتاه لأنه كان يتبعه ويخدمه، هكذا في الكشاف. وللآية ثمرات:

الأولى: أن السيد لا يقول عبدي ولا أمتي، فإن ذلك يكره، وكذا يكره أن يقول المملوك للمالك ربي، ذكره النووي.

قال في صحيحي البخاري ومسلم :عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يقل أحدكم أطعم ربك وض ربك ,واسق ربك، وليقل سيدي ومولاي. ولا يقل أحدكم عبدي أمتي. وليقل فتاي فتاتي، وغلامي)) لكن أخذ الجواز :لقوله: فتاي من الآية، والخبر .والمنع :من قوله عبدي وأمتي من الخبر.

الثانية: استحباب طلب العلم وتحمل المشقة والسفر له كما فعله موسى صلى الله عليه وسلم .

الثالثة: أن النبي لا يحب أن يكون أعلم أهل زمانه، فكذا الإمام لا يجب أن يكون أعلم، وقد ذكر المؤيد بالله أن تقليد المقتصد أولى من تقليد السابق له؛ لأنه أفرغ للنظر.

فإن قيل: فإذا شرط في الإمام أن يكون أفضل أهل زمانه فإنه يلزم أن يكون أعلمهم، أما إذا كان الأعلم له مانع فلا إشكال في ذلك، وأما إذا لم يكن له مانع........ (1) وقد قال الزمخشري أنه لا نقص على نبي أن يطلب علما من نبي آخر إنما يكون النقص لو طلبه من غير نبي، وهذا بناء على أن الخضر نبي، وقد صححه الحاكم.

قال: ويجوز أن يرسل إلى أهل قرية، فاهلكوا بتكذيبه أو بلغهم، ثم تجلى للعبادة، وقيل: ليس بنبي. ومذهب الفضلاء من كافة العلماء : أن المراد بالسائل :موسى بن عمران، وقد خطأ من قال أنه موسى بن ميشا لا موسى بن عمران كما ذكرت اليهود.

قوله تعالى في حكاية كلام موسى -عليه السلام-:

{قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا}.

قال الحاكم: دل ذلك على وجوب الاستثناء لئلا يكون كاذبا.

صفحة ١٨٥