قيل: نزلت في سلمان,وأبي ذر، وصهيب ,وعمار، وخباب ,وغيرهم، من فقراء الصحابة؛ وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم - عيينة بن حصن ,والأقرع بن حابس ,وغيرهما -وقالوا: إن نفيت عنك هؤلاء وأرواح ثيابهم، -وكانوا يلبسون الصوف-، وجلست في صدر المجلس جلسنا نحن إليك وإنا رؤساء مضر إن نسلم أسلم الناس بعدنا، والله ما يمنعنا من الدخول معك إلا هؤلاء، فنزلت الآية :عن ابن عباس ,وغيره.
وقيل: نزلت في أصحاب الصفة، (1) -وكانوا سبعمائة رجل- لزموا المسجد يصلون صلاة وينتظرون أخرى، فلما نزلت قال -عليه السلام-: ((الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر معهم)) .
وللآية ثمرات:
منها: النهي عن الازدراء بفقراء المؤمنين وأن تنبو عنهم الأعين لرثاثة زيهم، وتطمح إلى زي الأغنياء، وحسن شارتهم (2) والحث على مخالطتهم ومجالستهم.
وقد قال -عليه السلام- في آخر الخبر: ((وخالط أهل الذلة والمسكنة))
وقد أفرد الحاكم -رحمه الله- في السفينة بابا في حب المساكين، وروى فيه أخبارا وترغيبات:
منها : ما روي عن أبي ذر -رحمه الله- أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسبع:( أوصاني: بحب المساكين، والدنو منهم، وأوصاني :أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأوصاني: أن أقول الحق وإن كان مرا، وأوصاني: أن أصل رحمي ولو أوذيت، وأوصاني: أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأوصاني: أن لا اسأل الناس شيئا، وأوصاني :أن استكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة )
وكان سليمان بن داود -عليه السلام- إذا دخل المسجد ونظر إلى مسكين جلس إليه وقال: مسكين جالس مسكينا.
صفحة ١٨٠