وعن هرم بن حبان أنه قيل له حين احتضر: أوص، فقال: إنما الوصية من المال ولا مال لي. أوصيكم بخواتم سورة النحل، وقد يقال: إن الآية منسوخة بآية السيف، وقيل: لا نسخ، والمراد الصبر على الأذى.
تم الجزء الثاني بحمد الله تعالى ومنه وكرمه، وفضله وامتنانه، فله الحمد كثيرا، بكرة وأصيلا .
سورة الإسراء
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى:{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}.
ثمرة ذلك:
فضيلة المسجد الأقصى؛ لأنه تعالى جعل له خاصية من بين سائر المساجد، ووصفه بالبركة لما حوليه، وأراد بالبركة في أمر الدين؛ لأنه متعبد الأنبياء من وقت موسى -عليه السلام-، ومهبط الوحي، وأمر الدنيا؛ لأنه مخصوص بالأنهار والثمار.
واختلف في الموضع الذي أسري منه فقيل: الحجر، وقيل: بيت أم هانئ بنت أبي طالب.
قال جار الله: والمراد بالمسجد الحرام :الحرم لإحاطته بالمسجد.
وعن ابن عباس: الحرم كله مسجد، وقد تقدم ذكر الخلاف في المسجد الحرام المختص بفضيلة الصلاة.
قيل: كان الإسراء قبل الهجرة بسنة، وقيل: قبل المبعث، وكان ممن صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر -رضي الله عنه- لذلك سمي الصديق، وفي ذلك دلالة على فضيلة لأبي بكر.
قوله تعالى:
{إنه كان عبدا شكورا}
قيل: أراد نوحا ؛لأنه المتقدم ذكره.
قيل: كان صلى الله عليه وسلم (1) ((إذا أكل قال: الحمد الله الذي أطعمني ولو شاء لأجاعني، وإذا شرب قال الحمد الله الذي سقاني ولو شاء لأضماني، وإذا اكتسى قال الحمد لله الذي كساني ولو شاء أعراني، وإذا احتذى قال: الحمد لله الذي حذاني ولو شاء أحفاني، وإذا قضى الحاجة قال: الحمد الله الذي أخرج عني أذاه في عافية ولو شاء حبسه)).
صفحة ١٤٨