واختلفوا هل التعوذ قبل التكبير أو بعده؟
فعند القاسم ,والهادي، والناصر: قبل التكبير.
وعند المؤيد بالله, والشافعي: بعد التكبير، وشرح هذا في كتب الفقه.
قوله تعالى:
{إنه ليس له سلطان}.
قال الحاكم: دل على أن الشيطان ليس يصرع ولا يخبط كما قاله الحشوية، وأبو الهذيل، وأبو بكر أحمد بن علي :من أصحابنا.
وقيل: -إن المعنى - إن المؤمنين لا يعبأون منه دعاء إلى الإضلال.
{إنما سلطانه على الذين يتولونه}
أي : إنما يقبل منه العصاة.
قوله تعالى:
{من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله}
قيل: في إيصال قوله تعالى:{من كفر بالله} بما قبله وجوه:
الأول: عن أبي مسلم أنه عائدا إلى قوله:{قالوا إنما أنت مفتر} ثم بين صفتهم بقوله:{من كفر بالله} أي : هم من كفر بالله.
وقيل: إنه عائد إلى قوله:{إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون} ثم أبدله:{من كفر بالله} واستثنى منهم المكره فإنه لم يدخل في حكم المفتري.
وقوله:{ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله}
أي - طاب به نفسا واعتقد (1) فعليهم غضب من الله .
وقيل: في الآية تقديم وتأخير، والتقدير :من كفر بالله وشرح بالكفر صدره :فعليه غضبه، ثم استثنى من أكره على الكفر بلسانه، وقدم لدلالة الحال.
سبب النزول:
قال في الكشاف: روي أنه أن أناسا من أهل مكة فتنوا فارتدوا عن الإسلام بعد دخولهم فيه، وكان فيهم من أكره، فأجرى كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد للإيمان.
صفحة ١٣٦