اصطلاح المذهب عند المالكية
الناشر
دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث الإمارات العربية المتحدة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
دبي
تصانيف
"ومميزات هذه المدرسة إذا تتبعنا نراها كثيرة" (١)، وأهم هذه المميزات تلك التي ترتبط بالأصول، فهي: "مدرسة أنبتت على فقه الموطأ، المؤسس على الدعائم الصحيحة من الحديث والآثار، وغير ذلك مما وقف عليه مالك بن أنس ﵁ وبنى عليه مذهبه المدعم بما عليه الجماعة بالمدينة المنورة" (٢). ولشدة حرص هذه المدرسة على اتباع هذه الأصول كان منهجهم "تصحيح الروايات، وبيان وجوه الاحتمالات ...، مع ما انضاف إلى ذلك من تتبع الآثار، وترتيب أساليب الأخبار، وضبط الحروف على حسب ما وقع في السماع" (٣).
تمخضت مدرسة تونس عن مدرسة مالكية أخرى هي "مدرسة فاس، والمغرب الأقصى"، وهذه في حقيقتها امتداد علمي - كما هو جغرافي - لمدرسة تونس منهجًا، وآراءً.
تأسس هذا الفرع على يد دراس بن إسماعيل (٤)، الذي كان
(١) الموطأ برواية ابن زياد (مقدمة المحقق، ص ٤٦). (٢) المرجع السابق. (٣) أزهار الرياض (٣/ ٢٢)؛ وانظر أعلام الفكر الإسلامي (ص ٦١). (٤) دراس بن إسماعيل، كنيته أبو ميمونة، من أهل فاس، سمع من شيوخ إفريقية، وفاس، والأندلس، من أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك وأصحابه، ليس في وقته أحفظ منه، حج وسمع كتاب ابن المواز، دخل الأندلس مجاهدًا، مات بفاس (سنة ٣٥٧ هـ، وقيل ٣٥٨ هـ). انظر: تاريخ علماء الأندلس، رقم (٤٣٤)؛ ترتيب المدارك ٠٦/ ٨١ - ٨٤)؛ بغية الملتمس (ص ٢٨٢)؛ نيل الابتهاج (ص ١١٦).
1 / 71