251

تبسيط العقائد الإسلامية

الناشر

دار الندوة الجديدة

الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

وإذا كان هذا شأن الدعاء والاستغاثة فلا يجوز لإنسان أن يستغيث بغير الله تعالى، ولا أن يدعوه ويسأله قضاء حاجاته وإغاثته من مكروه نزل به إلا إذا كان المستغاث به والمدعو قد أذن الشرع بأن نستغيث به وندعوه. فالاستغاثة والدعاء الممنوعان هما الاستغاثة بالأصنام والأموات والجن والملائكة وأمثالهم، لأن هذا نوع من الشرك، وبسببه ضل كثير من الناس وانحرفوا عن الطريق الصحيح، وهذا النوع هو الذي نزل فيه مثل قوله تعالى:
﴿ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءًا وكانوا بعبادتهم كافرين﴾ [الأحقاف: ٠٥ - ٠٦].
وقوله تعالى:
﴿إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خبير﴾ [فاطر: ١٤].
وهذا يوضح أن هذا النوع من الاستغاثة شرك بالله تعالى وكذلك ما يماثله من الدعاء، ولذا قال تعالى:
﴿ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذًا من الظالمين﴾ [يونس: ١٠٦].
والاستغاثة والدعاء، يجوز توجيههما إلى الإنسان الحي في حالات معينة أذن الشرع بها، وقد تكون واجبة. وذلك مثل أن يقع الإنسان في كارثة

1 / 255