تبسيط العقائد الإسلامية

حسن أيوب ت. 1429 هجري
102

تبسيط العقائد الإسلامية

الناشر

دار الندوة الجديدة

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

إننا نحس باستقلال إرادتنا وقدرتنا فيما نباشر من عمل يقع في دائرتيهما، وكان هذا الإحساس دليلا كافيا على هذه الحرية، ولكننا نطمئن القارئ بما جاء في كتاب الله تعالى دليلا على ذلك (١). قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا (٢٩)﴾ (٢) وقال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (١٠٨)﴾ (٣) ولو كنا مجبورين ما نسبت إلينا هداية ولا ضلال، ولو كنا بغير إرادة حرة لكان قوله تعالى: ﴿فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾ (٤) عبثا والعبث على الله محال، فثبت أن لنا إرادة وأننا لسنا مجبورين. والله تعالى أنزل كتابا هو القرآن وأمر الناس باتباع أوامره واجتناب نواهيه ورتب على ذلك جزاء في الدنيا والآخرة لمن أطاع ولمن عصى، وكذلك أرسل رسولا لدعوة الناس إلى كتاب الله ودينه، وأمره ومن معه من المؤمنين أن يصبروا على أذى الكافرين، ثم أمرهم بعد ذلك أن يقاتلوهم لاعتدائهم عليهم، تمردهم على الله تعالى.

(١) ا. هـ. من عقيدة المسلم للشيخ الغزالي (٢) الكهف: ٢٩. (٣) يونس: ١٠٨ (٤) الكهف: ٢٩

1 / 106