والشجو هو الحزن والطرب أيضًا ضده ويطلق على القهر والغلبة وهو هنا عشق يقترن بالهم كما في ديوان الصبابة والخلة هي تمام المحبة سواء كانت بلا علة وهي الصداقة أو بها وهي فرط العشق الذي لا يخالطه غيره أخذت من الخلو أو التخلي فكان القلب لما تخلى للمحبوب دون غيره اتصف بها والعلاقة وهي في الصحيح اسم لمبادىء المحبة أخذت من علق بالتحريك أي حب وكسحاب الهوى وبهاء ويجوز أن يراد بها شدة اختلاط القلب بالحب ويقرب منها الغرام وهو أشد لأنه ولع واشتغال بالحب والهوى مطلق الميل والارادة ويطلق على ذهاب العقل في العشق وعلى نفس المحبوبة وأما العشق فأعم منها وقيل أخص وهو إعجاب بالحب أو افراط فيه وأخذ من العاشقة وهي شجرة تعلق وتلصق بما يليها وهي اللباب ومن ثم تسميه العامة عاشق الشجر والغمرة سكر القلب يتذاكر الحب واشتغاله به والشغف شدته مأخوذ من شغاف القلب أي غلافه أو سويدائه وبالمهملة رأس القلب مما يلي نياطه ويؤنث كأن النوع من الحب المجعول هذا الاسم علمًا عليه قد بلغ هذا المحل والمراد من القلب هنا أمر معنوي في الانسان والشكل المعلوم وعنه ينتج الوله ثم الهيام وأما الاستكانة فالخضوع أوثق ينزع النفس من البدن إلى لقاء الحب ومن ثم قد يقتل عند الرؤية والشوق أرفع وهل يزيده الوصل أو ينقصه خلاف واستدل للأول بقول الشاعر.
وأعظم ما يكون الشوق يومًا ... إذ أدنت الخيام من الخيام
وللثاني بقوله
فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينًا بالاياب المسافر
والأصح أنه إن كان لمجرد شهوة تنقص بقضائها بل ربما عدم وإلا كان كلفًا لا تكلفًا وطبعًا لا تطبعًا وميلًا نفسانيًا أنشأته المشاكلة فلا يزيده الوصل إلا رسوخًا على أنه لا دليل في الثاني على الدعوى لعدم ذكر الشوق في الشعر لأنه ذكر استقرار النوى وهو البعد الذي هو أعم فيجوز تفسيره بفرد غير الشوق على أن المحققين أجمعوا على الشوق حال الغيبة يغاير الشوق حال الحضور كما أنشد ابن الرومي في ذلك.
أعانقها والنفس بعد مشوقة ... إليها وهل بعد العناق تداني
وألثم فاهًا كي تزول صبابتي ... فيشتد ما ألقي من الهيماني
كأن فؤادي ليس يشفي غليله ... سوى أن ترى الروحين يمتزجان
وأما الصبوة فلا تطلق حقيقة إلا على الميل والافتتان الواقعين زمن الصبا لكن تطلق تجوزًا على مطلق الميل للمشابهة والنزوع والاشتياق كالصبابة أو هي رقة وحرارة في الشوق والوجد شدتها والكلف الاستغراق والاشتغال وبالكسر العاشق نفسه والشجن الهم والكرب تحمل النفس كل مشقة متعلقها الحب والكآبة شدة الحزن كالتفجع أو هو توجع وبكاء على الفقد والبرح والغل شدة العشق أو الغل من الغلل يعني العطش والجامع ميل النفس والحنين شوق ممزوج برقة وكلف وتذكر يهيج الباعثة والبلبال شدة الشوق والجوى ضيق الصدر وكتم الهوى والأرق والسهد شدة السهر وتواتر أحوال المحبوب على القلب وفي معناه التحرق واللذع والولع وكذا اللوعة واللاعج وأما الوصب والنصب فلوعة مع مرض وغم وكذا الكمد والدنف شدته قيل مع صفرة أو الكمد تغير إلى سواد والدنف إلى صفرة وهو مولد والتبل والخبل الجنون وهذا في الأصح آخر المراتب والجزع عدم الصبر على الفرقة والهلع أشده والدله بالمهملة احتراق القلب بنار الحب والخلابة سلب العقل والهيام مجرد الحب أو هو السياحة فيه والبله حمق أو غفلة فيكون هنا استغراقًا في الحب فهذه حقيقة أسمائه التي جعلها مراتبه وليست إلا باعتبار صفة أو أول أو تسمية جزءًا وسبب بكل أو مسبب وعكس ذلك وإنما المراتب ما قررناه وفي ترتيب هذه الأسماء خلاف يرد على من التزم ترتيبها ونحن قد أوضحنا نفس المعاني ومنها يسهل الترتيب والتنزيل على المراتب فتأمله.
فصل فيما ذكر له من العلامات
1 / 13