[الحشر: 7] ففى القرآن كل ما يحتاج إليه وزيادة يستخرج بعضه مستخرجه بقوة فهمه بإذن الله، ومنه منع ضرب القدمين، بقوله تعالى:
واضربوا منهم كل بنان
[الأنفال: 12] إذا كان إغراء بالأشد فى الهلاك، وعدى فرط للمفعول لتضمنه معنى ضيع، أو ترك أو أهمل، ويجوز أن يكون شيء مفعول مطلقا، أى ما فرطنا تفريطا، فالعموم فى التفريط لا فى كل الأشياء ولا فى الأمر المكلف به { ثم إلى ربهم يحشرون } أى يحشر الأمم إلى ربهم للجزاء حتى يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول لهم: كونوا ترابا، وذكر الدواب والطير بضمير العقلاء وهو هم والواو تغليبا للعقلاء، وإن أريد بالدابة غير العقلاء فلأجرائه وإجراء الطير مجرى العقلاء فى وجوه المماثلة المذكورة فى قوله أمثالكم، ومن المماثلة حشرها وحسابها كما رأيت، ولفظ مسلم،
" لتؤدون الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجماء من القرناء "
، وليس هذا جزاء تكليف خلافا لمن زعم أن للحيوانات رسلا منها، ولعل منشأ ذلك التوهم من قوله تعالى
وأوحى ربك إلى النحل
[النحل: 68] وذلك خطأ، ونسب للجاحظ وغيره، وأخطأ من قال ذلك ومثله من تكليف الحيوانات ونحوه، وإنما يلهمها الله ما يشاء من تمييز كصنعة النحل والعنكبوت، وأما قوله صلى الله عليه وسلم للأنصار إذ ازحموا على زمام ناقته حين هاجر:
" دعوها فإنها مأمورة "
، فمعناه أن زمامها فى يد ملك يجرها إلى موضع قضى الله تعالى بالنزول فيه وسكناه، ويسوقها ملك إليه، وإذا وصلته أناخها، أو إذا وصلته أبركها الله عز وجل بالتكوين. وعن ابن عباس رضى الله عنهما: حشر الحيوانات موتها، وحمل الآيات على عموم العدل رده حديث: حتى يقاد للجماء، إلا أن يقال بالترشيح.
[6.39]
صفحة غير معروفة