وكل هذا لم يكن معروفًا للعلم في عصر محمد. ﷺ.
وفي الجزء الأدنى من السماء، وهو الحد المحيط بالأرض القريبُ منها مباشرة توجد الطبقات الجوية المختلفة الواقية من الإشعاعات الضارة عن أرجاء الكون، والتي لا تسمع الا للأشعة المنيرة منها بالنفاذ، فهي كالمضلات الواقية. وفي هذه الطبقة يكون السحاب ومنه المطر.
وبعد أن بيَّن الله للناس انه هو الخالق الواحد المعبود بحق، وانه المنعم بكل ما في الوجود برف قائلا: ﴿وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا على عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ﴾ وذلك لا، المشركين كانوا ينكرون الراسلة وأن القرآن وحي من عند الله. لذا طلب اليهم، لتبرير شكّهم وإنكارهم، عند أنفسهم، أن يأتوا بسورة واحدة ت ضارع أيًا من سور القرآن في بلاغتها وإحكامها وعلومها وسائر هدايتها. وحجّتهم قائلًا: نادوا الذين يشهدون لكم أنكم أتبتم بسورة مماثلة. استعينوا بهم في اثبات دعواكم. غير انكم لن تجدهم. . وهؤلاء الشهود هم غير الله حُكمًا، لأن الله يؤيد عبده بكتابه، ويشهد له بأفعاله.
ثم ينتقل الى التحدّي والتحذير فيقول: ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فاتقوا النار التي وَقُودُهَا الناس والحجارة أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ .
فإن لم تستطيعوا ان تأتوا بسورةٍ من مِثلِ سوَر القرآن ولن تستطيعوا ذلك بحال من الأحوال، لأن القرآن كلام الهل الخالق، فهو فوق طاقة المخلوقين فالواجب عليكم ان تجتنبوا مايؤدي بكم الى عذاب الآخرة، وإلى النار التي سيكون وقودها الكافرين من الناس والحجارة من أصنامكم، والتي أعدّها الله لتعذيب الجاحدين أمثالكم.
ولقد سجل القرآن على المشركين المكابرين واقع العجز الدائم عن الإتيان بمثل هذا القرآن، بل جزءٍ منه أو سورة واحدة. وذلك من إعجاز القرآن. لأن التحدي ظل قائمًا في حياة الرسول الكريم رغم وجود الفصحاء والبلغاء من خطباء العرب وشعرائهم وكبار متحدثيهم. ولا يزال قائمًا الى يومنا هذا والى يوم الدين. وحيث عجز بلغاء ذلك العصر وفصحاؤه. فإن سواهم أعجز. في هذا أكبر دليل على ان القرآن ليس من كلام البشر، بل هو من الخالق العظيم، انزله تصديقًا لرسوله محمد بن عبد اللنه، الرسول الأميّ الذي لم يجلس الى معلم، ولم يدخل أية مدرسة.
وبعد أن حذّر المكذّبين المعاندين وأنذرهم بعقاب الفجّار في نار لاهبة أخذ يبشّر المؤمنين المتقين بالجنة. لقد أذعنوا للحق دون شك أو ارتياتب، وعملوا الأعمال الصالحة الطيبة، فبشّرْهم يا محمد بما يسرهم ويشرح صدروهم: لقد أعدّ الله لهم عنده جنات تتخللها الأنهار الجارية تنساب تحت أشجارها وبين قصورها، وكلّما نالوا رزقًا من بعض ثمارها قالوا: هذا شبيه ما رزقنا الله في الدنيا من قبل. ومع أن الثمرات التي ينالونها اذ ذاك تتشابه في الصورة والشكل والجنس مع مثيلاتها في الدنيا فهي تتمايز عنها في الطعم واللذة. ولهم في الجنة زوجات رضيّات، مطهرات من الخبث والدنس، هن أرفعُ من المكر والكيد ومساوء الاخلاق. هناك سيبقون في الحياة الخالدة، ويعيشون في النعيم المقيم.
1 / 11