تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

أبو حفص النسفي ت. 537 هجري
92

تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

محقق

ماهر أديب حبوش، وآخرون

الناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

مكان النشر

أسطنبول - تركيا

تصانيف

من أنواع التفسير بالمأثورِ؛ لكثرةِ ما فيه من أقوالِ السَّلف، فلا تمرُّ آيةٌ، بل ولا لفظةٌ، إلا ويَسردُ المؤلِّف ما رُوي عن السَّلَفِ في تفسيرها، بما قد يصلُ أحيانًا إلى عشرةِ أقوالٍ أو أكثر. ونعني بالمأثور: ما رُوِي عن النبيِّ ﷺ، ثم مَن بعدَه من الأجيال الثلاثةِ وهم: ١ - الصحابة: وقولُهم ﵃ مقدَّمٌ على كلِّ قولٍ، فإنَّ صُحبتَهم للنبيِّ ﷺ، ومخالطتَهم له، وتلقُّفَهم كلَّ قولٍ أو فعلٍ منه ﵊، واقتداءَهم به في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة، قد أكسبَهم -بالإضافةِ لِمَا جُبِلوا عليه من شدَّةِ الفِطْنةِ وسلامةِ الفطرةِ- فهمًا ثاقبًا، وعقلًا راجحًا، وعلمًا واسعًا، وقريحةً وقَّادةً، إضافةً لِمَا عَرَفوا من أحوالِ مَن نزل فيهم القرآنُ من العرب واليهود، هذا مع ما كانوا عليه مِن التَّقوى العظيمةِ التي أكسبتْهم نورًا يضيءُ طريقَهم، ويكشفُ لهم ما غمضَ على غيرهم من المسائل، ويجلِّي ما أَشكلَ من المعاني، فلا عَجَب أنْ كانت لهم تلك المكانةُ السامقةُ والمرتبةُ العاليةُ التي لا يمكنُ أن يبلغها غيرُهم بعد النبيِّ ﷺ. وأكثرُ مَن رُوي عنه التفسيرُ في جيلِ الصحابة ابنُ عباسٍ ﵄، ثم عليٌّ وابن مسعود، ثم باقي الصحابةِ ﵃ أجمعين. ٢ - التابعين: وللتابعين مكانةٌ لا تُنكَر عند أهل العلم، فهم قد تَلَقَّوا التفسيرَ عن الصحابة الذين شأنُهم ما قدَّمناه، وكانوا -أي: التابعون- في عصرِ الاحتجاج اللغويِّ، فلم تَفسُدْ ألسنتُهم بالعُجمة، وكان لهم من الفهم وسلامةِ المقصد ما لهم، إضافةً إلى خلوِّهم من البِدَع والأهواء، فلم يكونوا شيعًا وأحزابًا، بل كانوا متفقينَ على أصولِ أهل السُّنَّة والجماعة التي أرساها الصحابة. كلُّ هذا جعَل لكلامهم وزنًا عند العلماء، مع الاختلافِ في الرجوعِ إلى تفسيراتهم وحجِّيَّة أقوالهم.

المقدمة / 93