تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)
محقق
ماهر أديب حبوش، وآخرون
الناشر
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
مكان النشر
أسطنبول - تركيا
تصانيف
والعلماءِ الراسخين كالزُّهريِّ، والقاضي بكرِ بن العلاءِ القشيريِّ، والقاضي أبي بكرِ بنِ العربيِّ وغيرِهم (^١).
- ولعل من أجملِ تحقيقاته: استدلالُه على أن الذبيح إسماعيلَ بما يظهر منه قوةُ عقلِه وحُسنُ استنباطه وفهمِه، وذلك في قوله تعالى في سورة هود: ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ [هود: ٧١] فقال: ودلَّت الآيةُ أنَّ الذَّبيح هو إسماعيل، فإنَّ اللَّه تعالى بشَّر إبراهيم ﵇ بأن يكون لإسحاق ولدٌ، وكان يعلمُ أنَّه لا يموت حتَّى يُولَد له ذلك، فلا يكون على هذا في الأمرِ بذبح هذا الولد امتحانٌ، إذ يَعلمُ أنَّه لا يتحقَّق فيه الذَّبح للحال، فتعيَّن للابتلاء الولد الآخر، وهو إسماعيل.
- وكذا استدلاله أن زوجاته ﷺ من أهل بيته من قوله تعالى: ﴿قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [هود: ٧٣]، حيث قال: وفيه ردٌّ على مَن أنكرَ مِن الرَّافضة أنْ يكونَ أزواجُ النبيِّ ﷺ مِن أهلِ البيت في قوله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [الأحزاب: ٣٣].
- وفي قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ﴾ [الصافات: ٨٣] قال: أي: مِن مُتَّبِعيه -يعني: نوحًا- إبراهيمُ الخليلُ ﵇.
ثم ذكر عن الفرَّاء قوله: وإنَّ مِن شيعةِ محمَّدٍ لَإبراهيمَ.
وتعقَّبه بقوله: وفيه بُعْدٌ.
- ومن ذلك ما نقلَه عند تفسيرِ: ﴿قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ﴾ [آل عمران: ٤٠] عن الكلبيِّ من أنَّ قوله: ﴿أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ﴾ هذا خطابٌ منه لجبريل ﵇، ومعناه: يا سيِّدي.
_________
(^١) انظر: "تفسير القرطبي" (١٧/ ١٥٧)، وانظر: "المفهم" (١/ ٤٠٦) لأبي العباس القرطبي شيخ المفسر، وهو المراد بقوله: قال علماؤنا.
المقدمة / 66