تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

أبو حفص النسفي ت. 537 هجري
129

تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

محقق

ماهر أديب حبوش، وآخرون

الناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

مكان النشر

أسطنبول - تركيا

تصانيف

الأرض، من قولهم: ناقةٌ دكاءُ؛ أي: لا سنام لها، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر، والتأنيثُ راجع إلى مؤنَّثٍ مضمَر؛ كأنه قال: جعله أرضًا دكَّاء، وقرأ الباقون غيرَ ممدودة بالتنوين. كذا قال في نسبتها والصوابُ العكس، فقد قرأ ابنُ كثير ونافعٌ وأبو عمرو وابن عامر بغير مدٍّ، وقرأ باقي السبعة -وهم حمزةُ والكسائيُّ وعاصم- بالمد؛ كما في "السبعة" و"التيسير". وله تحقيقٌ في القراءات، ففي قوله تعالى: ﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قال: ومَن تكَلَّفَ وقرأ؟ (عَبَاقِرِيّ) بالياء (^١) -لِيَصِحَّ وَصْفُها بالحِسان جَمْعًا- لم يَنْفَعْه ذلك؛ لأنَّ المكانَ يَصيرُ جَمْعًا، فأمَّا المنسوبُ إليه فيبقى واحدًا كـ "الجَوَالِقِيِّ"، إلَّا أنْ يُقْرَأَ: (عَبَاقِر) بدون الياء، فيصيرُ جَمْعًا، ولا ضَرورةَ إليه، فإنا قلنا: إنَّ العَبْقَرِيَّ جَمْعٌ، وواحدتُها: عَبْقَرِيَّةٌ. وهناك قراءاتٌ من الشواذِّ ذكرها المؤلِّف ولم أجدها فيما توفَّر لديَّ من المصادر، ومنها عند قوله تعالى: ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ﴾ [المطففين: ٣] قال: وفي مصحف حفصةَ ﵂: (وإذا كالوا لهم). وفيما أوردناه كفايةٌ لبيان المراد، واللَّه تعالى أعلم. ٨ - الإسرائيليات في هذا التفسير: الإسرائيليات: جمعُ إسرائيليةٍ، نسبةً إلى بني إسرائيل، وهي معارفُ اليهودِ وثقافتُهم المتمثِّلةُ بالتوراةِ وشروحها، والأسفارِ وما اشتَملت عليه، والتلمودِ -

(^١) وهي قراءة شاذة نسبت لجمع من السلف، كما نسبت للنبي ﷺ في خبر، لكنه لم يصح، وسيأتي تفصيل ذلك في مكانه.

المقدمة / 130