تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

أبو حفص النسفي ت. 537 هجري
128

تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

محقق

ماهر أديب حبوش، وآخرون

الناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

مكان النشر

أسطنبول - تركيا

تصانيف

والرابع: ﴿فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾ أنْ لا يَسجدوا، ومعناه: أنْ يسجدوا، و(لا) زائدة، كما في قوله: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾ [الأعراف: ١٢]؛ أي: أن تسجد. والخامس: ﴿فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾ لقُبْحِ أنْ لا يسجدوا للَّه، كما قالوا في قوله: ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا﴾ [النساء: ١٧٦] أي: كراهةَ أن تضلُّوا، على الإضمار. - وفي قوله تعالى: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً﴾ [الأنفال: ١١] قال: قرأ عاصمٌ وابنُ عامر وحمزةُ والكسائيُّ بضمِّ الياء وتشديدِ الشين ونصبِ سينِ ﴿النُّعَاسَ﴾ من التغشيةِ وهي تعديةُ الغِشْيان. وقرأ نافع بضمِّ الياء وتخفيفِ الشين من الإغشاء، وهو للتعدية أيضًا، ولذلك نصَب هو ﴿النُّعَاسَ﴾ أيضًا. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: ﴿يغشاكم﴾ بفتح الياء والتخفيف وضمِّ سِين ﴿النعاسُ﴾ من الغِشْيان وهو لازمٌ، و﴿النعاسُ﴾ فاعل. ويجدرُ التنبيه هنا على أن قولَه في آخر النصِّ: (وهو لازم) فيه نظر، فإن الفعل هنا متعدٍّ، ومفعولُه مذكورٌ معه، وهو الكافُ في (يغشاكم)، لكن الفرقَ عن القراءتين الأُخريين أنه فيهما متعدٍّ لاثنينِ، وهنا في (يغشاكم) تعدَّى الفعلُ لواحدٍ، ولعل هذا مرادُ المؤلِّف باللزوم؛ أي: التعدِّي لواحدٍ في هذه القراءة في مقابلةِ التعدِّي لاثنينِ في القراءتين الأُخريين. والمؤلِّفُ ﵀ دقيق في عزو القراءاتِ السبعةِ لأصحابها مما يتوافَقُ مع المراجع الأساسية لهذه القراءات كـ "السبعة في القراءات" لابن مجاهد، و"التيسير في القراءات السبع" لأبي عمرٍو الدَّاني، لكن لا يخلو الأمرُ من بعضِ السهو -وهو نادرٌ- كما في قوله: ﴿جَعَلَهُ دَكَّاءَ﴾ [الكهف: ٩٨] قال: على قراءة المد: مستويةً على

المقدمة / 129