التيسير بشرح الجامع الصغير

زين الدين عبد الرؤوف المناوي ت. 1031 هجري
65

التيسير بشرح الجامع الصغير

الناشر

مكتبة الإمام الشافعي

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

مكان النشر

الرياض

الله (بِقوم شرّا ولى عَلَيْهِم سفهاءهم) أَي أخفهم أحلاما وَأَكْثَرهم جهلا (وَقضى بَينهم جهالهم) بِأَن يولي الإِمَام الجهلاء مِنْهُم لرشوة أَو عمى بَصِيرَة (وَجعل المَال فِي بخلائهم) الَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل الله (فر) وَكَذَا ابْن لال (عَن مهْرَان) مولى الْمُصْطَفى وَإِسْنَاده جيد (إِذا أَرَادَ الله بِقوم نَمَاء) بِالْفَتْح والمدّ زِيَادَة وسعة فِي أَرْزَاقهم (رزقهم السماحة) أَي السخاء وَالْكَرم (والعفاف) الْكَفّ عَن المنهيات وَعَن سُؤَالهمْ النَّاس تكثرا (وَإِذا أَرَادَ) الله (بِقوم اقتطاعا) أَي أَن يسلبهم وَيقطع عَنْهُم مَا هم فِيهِ من خير ونعمة (فتح عَلَيْهِم بَاب خِيَانَة) أَي نقصا مِمَّا ائتمنوا عَلَيْهِ من حُقُوق الْحق والخلق فضاقت أَرْزَاقهم وَفَشَا الْفقر فيهم إِذْ الْأَمَانَة تجلب الرزق والخيانة تجلب الْفقر كَمَا فِي حَدِيث يَأْتِي (طب وَابْن عَسَاكِر) والديلمي (عَن عبَادَة بن الصَّامِت) وَفِيه ضعف (إِذا أَرَادَ الله بِأَهْل بَيت خيرا أَدخل عَلَيْهِم الرِّفْق) بِالْكَسْرِ لين الْجَانِب واللطف وَالْأَخْذ بِالَّتِي هِيَ أحسن (حم تخ طب عَن عَائِشَة) الصدّيقة (الْبَزَّار) فِي مُسْنده (عَن جَابر) بن عبد الله قَالَ الْمُؤلف حسن وَلَيْسَ ذَلِك مِنْهُ بِحسن بل صَحِيح فقد ذكر الْمُنْذِرِيّ وَغَيره أنّ رِجَاله رجال الصَّحِيح (إِذا أَرَادَ الله بعبيد خيرا رزقهم الرِّفْق فِي معاشهم) أَي مكاسبهم الَّتِي يعيشون بهَا (وَإِذا أَرَادَ بهم شرّا رزقهم الْخرق) بِضَم أوّله المعجم وَسُكُون الرَّاء ضدّ الرِّفْق (فِي معاشهم) فَالْمُرَاد أَنه إِذا أَرَادَ بِأحد خيرا رزقه مَا يسْتَغْنى بِهِ مدّ حَيَاته وَلينه فِي تصرّفه مَعَ النَّاس وألهمه القناعة وَإِذا أَرَادَ بِهِ شرّا ابتلاه بضدّ ذَلِك (هَب عَن عَائِشَة) وَهُوَ ضَعِيف (إِذا أَرَادَ الله بِرَجُل) يَعْنِي إنْسَانا (من أمّتي خيرا ألْقى حب أَصْحَابِي فِي قلبه) فمحبتهم عَلامَة على إِرَادَة الله الْخَيْر بمحبهم كَمَا أنّ بغضهم عَلامَة على عَدمه (فر عَن أنس) بن مَالك ضَعِيف لَكِن لَهُ شَوَاهِد تجبره (إِذا أَرَادَ الله بالأمير) على الرّعية وَهُوَ الإِمَام ونوّابه (خيرا جعل لَهُ وَزِير صدق) أَي وزيرا صَالحا صَادِقا فِي نصحه ونصح رَعيته (إِن نسي) شَيْئا من أَحْكَام الشَّرْع وآدابه أَو نصر الْمَظْلُوم وَمن مصَالح رعاياه (ذكره) مَا نَسيَه ودله على الْأَصْلَح والأنفع (وَإِن ذكر) الْملك ذَلِك وَاحْتَاجَ لمساعدة (أَعَانَهُ) بِالرَّأْيِ أَو اللِّسَان أَو الْبدن أَو بِالْكُلِّ (وَإِذا أَرَادَ بِهِ غير ذَلِك) أَي شرّا وَلم يعبر بِهِ استهجانا لذكره (جعل لَهُ وَزِير سوء) بِالْفَتْح وَالْإِضَافَة (إِن نسي) شَيْئا (لم يذكرهُ) إِيَّاه (وَإِن ذكر لم يعنه) على مَا فِيهِ الرشد وَالصَّلَاح بل يحاول ضدّه كَمَا وَقع للعلقمي وَزِير المستعصم فِي وَاقعَة التتار بِبَغْدَاد وَلذَا قيل (مَتى يبلغ الْبُنيان يَوْمًا تَمَامه ... إِذا كنت تبنيه وَغَيْرك يهدم) (د هَب عَن عَائِشَة) رمز الْمُؤلف لحسنه وَلَعَلَّه لشواهده وَإِلَّا فقد جزم الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ بضعفه (إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد شرا خضر) بِفَتْح الْخَاء وشدّ الضَّاد المعجمتين أَي حبب وزين (لَهُ فِي اللَّبن) بِكَسْر الْبَاء (والطين) أَي حبب الْآلَة الَّتِي يَبْنِي بهَا من نَحْو طوب وَحجر وطين وخشب وزينها فِي عينه (حَتَّى يَبْنِي) فيشغله ذَلِك عَن أَدَاء الْوَاجِبَات ويزين لَهُ الْحَيَاة وينسيه الْمَمَات وَهَذَا فِي بِنَاء لم يرد بِهِ وَجه الله وَزَاد على الْحَاجة (طب خطّ عَن جَابر) بن عبد الله قَالَ الْمُنْذِرِيّ إِسْنَاده جيد (إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد هوانا) ذلا وحقارة (أنْفق مَاله) أَي أنفده وأفناه (فِي والبنيان وَالْمَاء والطين) إِذا كَانَ الْبناء لغير غَرَض شَرْعِي أَو أَذَى لترك وَاجِب أَو فعل حرَام (الْبَغَوِيّ) أَبُو الْقَاسِم فِي المعجم (هَب) كِلَاهُمَا (عَن مُحَمَّد بن بشير الْأنْصَارِيّ) قَالَ جمع (وَمَاله غَيره) أَي لَا يعرف لَهُ غير هَذَا

1 / 66