تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
محقق
زهير الشاويش
الناشر
المكتب الاسلامي،بيروت
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
العقائد والملل
قال الحافظ: المراد بالمعية المعنوية، فإن السبعين ألفًا المذكورين من جملة أمته، لكن لم يكونوا في الذين عرضوا إذ ذاك، فأريد الزيادة في تكثير أمته بإضافة السبعين ألفًا إليهم. قلت: وما قاله ليس بظاهر
فإن في رواية ابن فضيل: "ويدخل الجنة من هؤلاء من أمتك سبعون ألفًا". وقد ورد في حديث أبي هريرة في " الصحيحين " وصف السبعين ألفًا بأنهم تضيء وجوهم إضاءة القمر ليلة البدر.
وفيهما عنه مرفوعًا: " أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة " ١. وجاء في أحاديث أخر أن مع السبعين ألفًا زيادة عليهم، فروى أحمد والبيهقي في البعث حديث أبي هريرة في السبعين ألفًا فذكره وزاد. قال: " فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفًا " ٢. قال الحافظ: وسنده جيد.
وفي الباب عن أبي أيوب عند الطبراني، وعن حذيفة عند أحمد، وعن أنس عند البزار، وعن ثوبان عند [ابن] أبي عاصم قال: فهذه طرق يقوي بعضها بعضًا. قال: وجاء في أحاديث أخر أكثر من ذلك، فأخرج الترمذي وحسنه، والطبراني وابن حبان في "صحيحه " من حديث أبي أمامة رفعه " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا مع كل ألف سبعين كذا ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب، وثلاث حثيات من حثيات ربي " ٣.
وروى أحمد وأبو يعلى من حديث أبي بكر الصديق ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " أعطيت سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي ﷿ فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا " ٤.قال الحافظ: وفي سنده راويان: أحدهما: ضعيف الحفظ والآخر لم يسمّ) .
قلت: وفيه أن كل أمة تحشر مع نبيها.
قوله: (ثم نهض)، أي: قام.
_________
١ البخاري: بدء الخلق (٣٢٥٤)، ومسلم: الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣٤)، والترمذي: صفة الجنة (٢٥٣٧)، وابن ماجه: الزهد (٤٣٣٣)، وأحمد (٢/٢٣٠،٢/٢٣١،٢/٢٤٧،٢/٢٥٣،٢/٢٥٧،٢/٣١٦،٢/٤٧٣،٢/٥٠٢،٢/٥٠٤،٢/٥٠٧)، والدارمي: الرقاق (٢٨٢٣) .
٢ أحمد (٢/٣٥٩) .
٣ الترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (٢٤٣٧)، وابن ماجه: الزهد (٤٢٨٦)، وأحمد (٥/٢٥٠،٥/٢٦٨) .
٤ أحمد (١/٦) .
1 / 81