تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
محقق
زهير الشاويش
الناشر
المكتب الاسلامي،بيروت
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
العقائد والملل
وهذا الحديث طرف من حديث طويل أخرجه الشيخان كما قال المصنف.
وعتبان - بكسر المهملة بعدها مثناة فوقية ثم موحدة - ابن مالك بن عمر بن العجلان الأنصاري من بني سالم بن عوف صحابي شهير، مات في خلافة معاوية.
قوله: "فإن الله حرم على النار. الحديث".
اعلم أنه قد وردت أحاديث ظاهرها أنه من أتى بالشهادتين حرم على النار، كهذا الحديث، وحديث أنس قال: كان النبي ﷺ ومعاذ رديفه على الرحل، فقال: "يا معاذ. قال: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال. "ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، إلا حرمه على النار." قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا.؟ قال: "إذًا يتكلوا" ١. فأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا. أخرجاه.
ولمسلم عن عبادة مرفوعًا: "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، حرم الله عليه النار." ٢
ووردت أحاديث فيها أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة، وليس فيها أنه يحرم على النار.
منها حديث عبادة الذي تقدم قبل هذا، وحديث أبي هريرة أنهم كانوا مع النبي ﷺ: في غزوة تبوك ... الحديث. وفيه: فقال رسول الله ﷺ: "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاكٍّ فيحجب عن الجنة" ٣ رواه مسلم.
وحديث أبي ذر في " الصحيحين " مرفوعًا: "ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ... " ٤.وأحسن ما قيل في معناه ما قاله شيخ الإسلام وغيره: إن هذه الأحاديث إنما هي فيمن قالها ومات عليها كما جاءت مقيدة، وقالها خالصًا من قلبه مستيقنًا بها قلبه، غير شاك فيها بصدق ويقين، فإن
_________
١ البخاري: العلم (١٢٨)، ومسلم: الإيمان (٣٢) .
٢ البخاري: العلم (١٢٨)، ومسلم: الإيمان (٣٢)، وأحمد (٣/١٣١،٣/١٥٧،٣/٢٤٤) .
٣ مسلم: الإيمان (٢٧)، وأحمد (٢/٤٢١) .
٤ البخاري: اللباس (٥٨٢٧)، ومسلم: الإيمان (٩٤) .
1 / 63