تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ت. 1233 هجري
61

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

محقق

زهير الشاويش

الناشر

المكتب الاسلامي،بيروت

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

دمشق

وهذا الحديث طرف من حديث طويل أخرجه الشيخان كما قال المصنف. وعتبان - بكسر المهملة بعدها مثناة فوقية ثم موحدة - ابن مالك بن عمر بن العجلان الأنصاري من بني سالم بن عوف صحابي شهير، مات في خلافة معاوية. قوله: "فإن الله حرم على النار. الحديث". اعلم أنه قد وردت أحاديث ظاهرها أنه من أتى بالشهادتين حرم على النار، كهذا الحديث، وحديث أنس قال: كان النبي ﷺ ومعاذ رديفه على الرحل، فقال: "يا معاذ. قال: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال. "ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، إلا حرمه على النار." قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا.؟ قال: "إذًا يتكلوا" ١. فأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا. أخرجاه. ولمسلم عن عبادة مرفوعًا: "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، حرم الله عليه النار." ٢ ووردت أحاديث فيها أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة، وليس فيها أنه يحرم على النار. منها حديث عبادة الذي تقدم قبل هذا، وحديث أبي هريرة أنهم كانوا مع النبي ﷺ: في غزوة تبوك ... الحديث. وفيه: فقال رسول الله ﷺ: "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاكٍّ فيحجب عن الجنة" ٣ رواه مسلم. وحديث أبي ذر في " الصحيحين " مرفوعًا: "ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ... " ٤.وأحسن ما قيل في معناه ما قاله شيخ الإسلام وغيره: إن هذه الأحاديث إنما هي فيمن قالها ومات عليها كما جاءت مقيدة، وقالها خالصًا من قلبه مستيقنًا بها قلبه، غير شاك فيها بصدق ويقين، فإن

١ البخاري: العلم (١٢٨)، ومسلم: الإيمان (٣٢) . ٢ البخاري: العلم (١٢٨)، ومسلم: الإيمان (٣٢)، وأحمد (٣/١٣١،٣/١٥٧،٣/٢٤٤) . ٣ مسلم: الإيمان (٢٧)، وأحمد (٢/٤٢١) . ٤ البخاري: اللباس (٥٨٢٧)، ومسلم: الإيمان (٩٤) .

1 / 63