تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
محقق
زهير الشاويش
الناشر
المكتب الاسلامي،بيروت
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
العقائد والملل
بالأحكام والقرآن ﵁، مات سنة ثمان عشرة بالشام.
قوله: كنت رديف النبي ﷺ، فيه جواز الإرداف على الدابة، وفضيلة لمعاذ من جهة ركوبه خلف النبي ﷺ.
قوله: "على حمار"، في رواية اسمه: عفير بعين مهملة مضمومة ثم فاء مفتوحة.
قال ابن الصلاح: وهو الحمار الذي كان له ﷺ.
قيل: إنه مات في حجة الوداع، وفيه تواضعه ﷺ للإرداف ولركوب الحمار، خلاف ما عليه أهل الكبر.
قوله: " أتدري ما حق الله على العباد"؟ الدراية هي المعرفة وأخرج السؤال بصيغة الاستفهام، ليكون أوقع في النفس، وأبلغ في فهم المتعلم، فإن الإنسان إذا سئل عن مسألة لا يعلمها، ثم أخبر بها بعد الامتحان بالسؤال عنها، فإن ذلك أوعى لفهمها وحفظها، وهذا من حسن إرشاده وتعليمه ﷺ.
وحق الله على العباد، هو ما يستحقه عليهم ويجعله متحتمًا.
وحق العباد على الله معناه أنه متحقق لا محالة، لأنه قد وعدهم ذلك جزاء لهم على توحيده، ووعده حق، ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾، [آل عمران، من الآية٩، والرّعد، من الآية: ٣١] .
وقال شيخ الإسلام: كون المطيع يستحق الجزاء، هو استحقاق إنعام وفضل، ليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق، فمن الناس من يقول: لا معنى للاستحقاق إلا أنه أخبر بذلك، ووعده صدق، ولكن أكثر الناس يثبتون استحقاقًا زائدًا على هذا كما دل عليه الكتاب والسنة. قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ١.
ولكن أهل السنة يقولون: هو الذي ﴿كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾، [الأنعام، من الآية: ١٢]، وأوجب هذا الحق على نفسه لم يوجبه عليه مخلوق، والمعتزلة يدعون أنه واجب عليه بالقياس على الخلق، وأن العباد هم الذين أطاعوه بدون أن يجعلهم مطيعين له، وأنهم يستحقون الجزاء بدون أن يكون هو الموجب، وغلطوا في ذلك، وهذا الباب غلطت فيه القدرية والجبرية أتباع جهم والقدرية النافية.
_________
١ سورة الروم آية: ٤٧.
1 / 45