تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ت. 1233 هجري
212

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

محقق

زهير الشاويش

الناشر

المكتب الاسلامي،بيروت

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

دمشق

ش: قوله: وفيه، أي: في "صحيح البخاري". قوله: عن أبي هريرة. اختلف الحفاظ في اسمه على أكثر من ثلاثين قولًا، وصحح النووي أن اسمه عبد الرحمن بن صخر، كما رواه الحاكم في "المستدرك" عن أبي هريرة قال: "كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فَسُمِّيَت في الإسلام عبد الرحمن". وقال غيره: اسمه عبد الله بن عمرو، وقيل: ابن عامر. وقال ابن الكلبي: اسمه عمير بن عامر، ويقال: كان اسمه في الجاهلية عبد شمس وكنيته أبو الأسود، فسماه رسول الله ﷺ عبد الله، وكناه أبا هريرة. وروى الدولابي بإسناده عن "أبي هريرة أن النبي ﷺ سماه عبد الله". وهو دوسي من فضلاء الصحابة، وحفاظهم، وعلمائهم، حفظ عن النبي ﷺ أكثر مما حفظه غيره، وروي له في كتب السنة أكثر من خمسة آلاف حديث، ومات سنة سبعة أو ثمان أو تسع وخمسين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة؟ . قوله: قام رسول الله ﷺ. في "الصحيح" من رواية ابن عباس "صعد النبي ﷺ على الصفا " ١. قوله: حين أنزل الله عليه ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ عشيرة الرجل: هم بنو أبيه الأدنون أو قبيلته. والأقربين: أي الأقرب فالأقرب منهم. ١- لأنهم أحق الناس بِبِرِّك وإحسانك الديني والدنيوي، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ ٢. وقال النبي ﷺ لمن قال له: من أبر؟ قال: "أمك قال: ثم من، قال: ثم أباك، ثم أختك وأخاك" ٣. ٢- ولأنه إذا قام عليهم في أمر الله كان أدعى لغيرهم إلى الانقياد، والطاعة له. ٣- ولئلا يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من الرأفة والمحاباة فيحابيهم في الدعوة والتخويف، ولذلك أُمِرَ بإنذارهم خاصة، وقد أمره الله أيضًا بالنذارة العامة كما قال: ﴿لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا﴾ ٤. وقال: ﴿لِتُنْذِرَ

١ البخاري: تفسير القرآن (٤٧٧٠)، ومسلم: الإيمان (٢٠٨)، والترمذي: تفسير القرآن (٣٣٦٣)، وأحمد (١/٢٨١،١/٣٠٧) . ٢ سورة التحريم آية: ٦. ٣ البخاري: الأدب (٥٩٧١)، ومسلم: البر والصلة والآداب (٢٥٤٨)، وأحمد (٢/٣٢٧،٢/٣٩١،٢/٤٠٢) . ٤ سورة مريم آية: ٩٧.

1 / 214