تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
محقق
زهير الشاويش
الناشر
المكتب الاسلامي،بيروت
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
العقائد والملل
ش: قال شيخ الإسلام: هذا الحديث أصح ما روي لعلي ﵁ من الفضائل أخرجاه في " الصحيحين " من غير وجه.
قوله: (عن سهل) . هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس صحابي شهير، وأبوه صحابي أيضًا. مات سنة ثمان وثمانين وقد جاوز المائة.
قوله: (قال يوم خيبر)، أي: في غزوة خيبر. في " الصحيحين " واللفظ لمسلم عن سلمة بن الأكوع قال: "كان علي ﵁ قد تخلف عن النبي ﷺ في خيبر، وكان رمدًا، فقال: أنا تخلفت عن رسول الله ﷺ فخرج علي ﵁ فلحق بالنبي ﷺ فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله ﷿ في صباحها" قال رسول الله ﷺ: "لأعطين الراية، أو ليأخذن بالراية غدًا رجل يحبه الله ورسوله أو قال: يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه. فقالوا: هذا علي: فأعطاه رسول الله ﷺ الراية، ففتح الله عليه" ١. وهذا يبين أن عليًا ﵁ لم يشهد أول خيبر، وأنه ﵇ قال هذه المقالة مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها.
قوله: "لأعطين الراية". قال الحافظ في رواية بريدة: "إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله" ٢. والراية بمعنى اللواء، وهو العلم الذي يحمل في الحرب، يعرف به موضع صاحب الجيش وقد يحمله أمير الجيش، وقد يدفعه لمقدم العسكر. وقد صرح جماعة من أهل اللغة بترادفهما، لكن روى أحمد والترمذي من حديث ابن عباس: كانت راية رسول الله ﷺ سوداء، ولواؤه أبيض. ومثله عند الطبراني عن بريدة، وعند ابن عدي عن أبي هريرة وزاد: مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهو ظاهر في التغاير فلعل التفرقة بينهما عرفية.
_________
١ البخاري: الجهاد والسير (٢٩٧٥)، ومسلم: فضائل الصحابة (٢٤٠٧) .
٢ البخاري: الجهاد والسير (٢٩٧٥)، ومسلم: فضائل الصحابة (٢٤٠٧) .
1 / 103