طوق الحمامة في الألفة والألاف
محقق
د. إحسان عباس
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٩٨٧ م
بائن عنك، وإن هذا ليولد من الحزن والأسف غير قليل، ولقد جربناه فكان مرًا، وفي ذلك أقول: [من الطويل] .
أرى دارها في كل حين وساعة ... ولكن من في الدار عني مغيب وهل نافعي قرب الديار وأهلها ... على وصلهم مني رقيب مرقب فيا لك جار الجنب أسمع حسه ... وأعلم أن الصين أدنى وأقرب كصاد يرى ماء الطوي بعينه ... وليس إليه من سبيل يسبب كذلك من في اللحد عنك مغيب ... وما دونه إلا الصفيح المنصب وأقول من قصيدة مطولة: [من الطويل] .
متى تشتفي نفس أضر بها الوجد ... وتصقب دار قد طوى أهلها البعد وعهدي بهند وهي جارة بيتنا ... وأقرب من هند لطالبها الهند بلى إن في قرب الديار لراحة ... كما يمسك الظمآن أن يدنو الورد ٣ - ثم بين يتعمده المحب بعدًا عن قول الوشاة، وخوفًا أن يكون بقاؤه سببًا إلى منع اللقاء، وذريعة إلى أن يفشو الكلام فيقع الحجاب الغليظ.
٤ - ثم بين يولده المحب لبعض ما يدعوه إلى ذلك من آفات الزمان، وعذره مقبول أو مطرخ على قدر الحافز له إلى الرحيل.
خبر: ولعهدي بصديق لي داره المرية، فعنت له حوائج إلى شاطبة فقصدها، وكان نازلًا بها في منزلي مدة إقامته بها، وكان له بالمرية علاقة هي أكبر همه وأدهى غمه، وكان يؤمل تبتيته وفراغ أسبابه وأن يوشك الرجعة ويسرع الأوبة، فلم يكن إلا حين لطيف بعد احتلاله
1 / 216