222

توجيه النظر إلى أصول الأثر

محقق

عبد الفتاح أبو غدة

الناشر

مكتبة المطبوعات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هجري

مكان النشر

حلب

عبارَة عَن وُقُوع خطا فِي حَدِيثه على طَرِيق السَّهْو أَو الْغَفْلَة وَنَحْو ذَلِك وَهُوَ مِمَّا لَا يَخْلُو عَنهُ إِنْسَان مهما جلّ حفظه وانتباهه
قَالَ الْحَافِظ التِّرْمِذِيّ قَالَ وَكِيع إِن لم يكن الْمَعْنى وَاسِعًا فقد هلك النَّاس وَإِنَّمَا تفاضل أهل الْعلم بِالْحِفْظِ والإتقان والتثبت عِنْد السماع مَعَ انه لم يسلم من الْخَطَأ والغلط أحد من الْأَئِمَّة مَعَ حفظهم
وَالظَّاهِر أَن عَمْرو بن عبيد كَانَ جَارِيا على سنَن جُمْهُور أهل الْأَثر فِي قبُول خبر الْوَاحِد إِذا استوفى الشُّرُوط الْمَشْهُورَة قَالَ ابْن حزم فِي كتاب الإحكام فِي إِثْبَات خبر الْوَاحِد وَلَا خلاف بَين مُؤمن وَلَا كَافِر قطعا فِي أَن كل صَاحب وكل تَابع سَأَلَهُ مستفت عَن نازلة فِي الدّين أَنه لم يقل لَهُ قطّ لَا يجوز لَك أَن تعْمل بِمَا أَخْبَرتك بِهِ عَن رَسُول الله ﷺ حَتَّى يُخْبِرك بذلك الكواف كَمَا قَالُوا لَهُم فِيمَا أخبروا بِهِ انه رَأْي مِنْهُم فَلم يلزموهم قبُوله
ثمَّ قَالَ فصح بِهَذَا إِجْمَاع الْأمة كلهَا على قبُول خبر الْوَاحِد الثِّقَة عَن النَّبِي ﷺ يجْرِي على ذَلِك فِي كل فرقة علماؤها كَاهِل السّنة والخوارج والشيعة والقدرية حَتَّى حدث متكلموا الْمُعْتَزلَة بعد المئة من التَّارِيخ فخالفوا الْإِجْمَاع فِي ذَلِك وَلَقَد كَانَ عَمْرو بن عبيد يتدين بِمَا يروي عَن الْحسن ويفتي بِهِ هَذَا أَمر لَا يجهله من لَهُ أقل علم اهـ
وَلَا يخفى مَا فِي هَذِه الْعبارَة من الْإِشْعَار بفرط شهرة هَذَا الرجل مَعَ عظم موقعه فِي نفوس الْمُعْتَزلَة ولنذكر شَيْئا من تَرْجَمته مِمَّا ذكره أهل الْأَثر حاذفين كثيرا مِمَّا يتَعَلَّق بذمه فقد عرف رَأْيهمْ فِيهِ فَنَقُول
هُوَ أَبُو عُثْمَان عَمْرو بن عبيد الْبَصْرِيّ روى عَن الْحسن وَأبي قلَابَة وروى

1 / 262