58
ومع ذلك تظل السيادة للمستوى النظري في حالة إذا تسلطت التقنية النظرية كما تسعى إلى ذلك النزعة الطبيعية؛ ومن ثم تراجع العمل إلى الدرجة الثانية في الظاهريات، وناضلت ضده باعتباره نزعة طبيعية، ونسبت إلى المجتمعات اللاأوروبية كمجموع عملي أسطوري ديني غايته الرئيسية المصالحة بين الإنسان والقوى الخارجية من خلال الجهد الصوفي. لا توجد «نظرية» إلا في أوروبا.
ويوضع نسيان الذات في نظام النشاط العملي والنشاط الوجداني مثل عديد من القيم الأخرى. الحب الخالص، الحب الشامل للجار ، الحب المطلق.
59
وليس الكمال من ينازع فيه، بل رؤية رسالة. ليس «الله» فعلا، بل هو دائما في صيرورة. لا يكون إلا عملية تتحقق فيها الألوهية بذاتها.
60
وقد تمت دراسة العقل العملي في البحوث الأخلاقية فيما يتعلق بميدان الوجدان؛ ونظرية القيم، والجمال، والأخلاق.
61
وتسود كل هذه البحوث الموازاة بين المنطق والأخلاق، أو بين العقل النظري والعقل العملي. وتقدم البحوث المنطقية النموذج للبحوث الأخلاقية، ثم بحث علم الأخلاق كعلم قبلي داخل أنطولوجيا صورية؛ ومن ثم فإما أن تحال المشكلة الخلقية إلى المنطق أو إلى القبلي. هذا بالإضافة إلى أنه لم تتم دراسة المشكلة الخلقية على نحو نسقي كما هو الحال في «المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي» أو في «اللازمة». وهذا يعني أن الأخلاق لم تكن إلا نقطة تطبيق لنتائج تم الحصول عليها من قبل في «بحوث منطقية». ومع ذلك يقدم مجموع المخطوطات مخططا ثلاثيا للمشكلة الخلقية؛ أولا وضع الأخلاق داخل الظاهريات، ثانيا فكرة أخلاق خالصة، ثالثا مخطط الأخلاق التي تقترحه الظاهريات.
أولا:
صفحة غير معروفة