35
أما المحاولة عن طريق تنظير التجربة وتعقيلها فوجهت الظاهريات نحو الظاهريات العقل الشاملة،
36
ويكون عملا عبقريا محاولة أن تكون نقطة البداية متعددة، وإذا كانت نقطة النهاية الظاهريات المتكاملة نفسها.
وهناك علاقة وثيقة بين الظاهريات والعلوم الإنسانية، الظاهريات منطق كل علم خاصة العلوم الإنسانية، وعلم النفس أحد المراحل التي مرت بها الظاهريات، ويبين نقد النزعة النفسانية حركة صاعدة نحو الخالص، وقد رفض في نفس الوقت علم النفس التجريبي وعلم النفس العقلي، وقد كانت لثنائية النفس والبدن، وهو ميراث العصور الحديثة خاصة فلسفة الكوجيتو، آثار وخيمة على تطور الحضارة، الصورية والتجريد من ناحية، والمادية والشيئية من ناحية أخرى، وقد أدى القضاء على الصورية الأولى والمادية الثانية إلى التقابل في «الأنا الخالص»، وتتعدى دلالة علم النفس الظاهرياتي بالنسبة لعلم النفس الحالي التحليل البنيوي للموضوع إلى كل الحضارة،
37
والتفسير الحضاري للظاهريات من بين أكثر التفسيرات إحكاما.
وقد دفعت الدراسات الثانوية إلى حد كبير نحو الظاهريات النظرية؛ إذ تحاول كل دراسة عن الظاهريات إدراك موضوعاتها الأساسية، ويؤدي هذا العمل «الثقافي» إلى تحويل الظاهريات إلى مجموعة من الأفكار والنظريات داخل إطار تاريخ الفلسفة،
38
مع أن غاية الظاهريات القصوى هو العود إلى الأشياء ذاتها، يريد كل اتجاه تنظير كل موضوع مقدما في التصور-المفتاح؛
صفحة غير معروفة