والسؤال المطروح هو: كيف تقوم الظاهريات على علم النفس الوصفي وتنفصل عنه؟ وكيف تقدم له ولعلم النفس بوجه عام خدمات جليلة؟
و«علم نفس السلوك» تطبيق من نوع آخر للمنهج الظاهرياتي،
37
يضع السلوك الانعكاس الشرطي بين قوسين من أجل تكوين السلوك الأسمى، كما يضع النظام الفيزيقي والنظام البيولوجي بين قوسين من أجل تكوين النظام الإنساني في الشعور الإدراكي كحل جديد للمشكلة القديمة، صلة النفس بالبدن.
وتعتبر «ظاهريات الإدراك الحسي» ضمن أكثر التطبيقات إحكاما للمنهج الظاهرياتي،
38
لم تعرض الظاهريات فقط في جوانبها المنهجية، رفض الأحكام المسبقة القديمة، والعود إلى الأشياء ذاتها، ولكن أيضا في نتائجها، مثل اكتشاف جسد العالم المرئي للوجود لذاته وللوجود في العالم كميادين للاستكشاف، واستعملت بعض التحليلات الظاهرياتية مثل: الظاهريات كوصف وليس كتفسير أو مجرد تحليل، الرد الظاهرياتي كاكتشاف للعالم، إدراك ماهيات العالم الحي، اكتشاف القصدية كتقاطع بين الذاتية المتطرفة والموضوعية المتطرفة.
39
ويبين «المرئي واللامرئي» بوضوح تجاوز الظاهريات إلى الأنطولوجيا، لم يعد المنهج الظاهرياتي يطبق في ميدان نفسي، سلوكا أو إدراكا حسيا، بل تم نقده باعتباره منهجا حدسيا ما زال ينتمي إلى نظرية المعرفة.
40
صفحة غير معروفة