تأويل مشكل القرآن
محقق
إبراهيم شمس الدين
الناشر
دار الكتب العلمية
مكان النشر
بيروت - لبنان
وقال الأعشى يذكر روضة «١»:
يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... مؤزّر بعميم النّبت مكتهل
وقال آخر «٢»:
وضحك المزن بها ثمّ بكى يريد بضحكه انعقاقه «٣» بالبرق، وببكائه: المطر.
ويقولون: لقيت من فلان عرق القربة، أي شدّة ومشقّة. وأصل هذا أن حامل القربة يتعب في نقلها حتى يعرق جبينه، فاستعير عرقها في موضع الشّدّة.
ويقول الناس: لقيت من فلان عرق الجبين، أي شدّة.
ومثل هذا في كلام العرب كثير يطول به الكتاب، وسنذكر ما في كتاب الله تعالى منه.
فمن الاستعارة في كتاب الله قوله ﷿: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ [القلم: ٤٢] أي عن شدّة من الأمر، كذلك قال قتادة «٤» . وقال ابراهيم «٥»: عن أمر عظيم.
وأصل هذا أنّ الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى معاناته والجدّ فيه- شمّر عن ساقه، فاستعيرت الساق في موضع الشدة.
وقال دريد بن الصّمّة «٦»:
_________
(١) البيت من البسيط، وهو في ديوان الأعشى ص ١٠٧، ولسان العرب (كوكب)، (أزر)، (شرق)، (كهل)، (عمم)، وتهذيب اللغة ١/ ١١٩، ٦/ ١٩، ٨/ ٣١٦، ١٠/ ٤٠٢، ومقاييس اللغة ٥/ ١٢٥، ١٤٤، وأساس البلاغة (ضحك)، والمخصص ١٠/ ١٩٤، وتاج العروس (ككب)، (أزر)، (شرق)، (كهل)، والبيت بلا نسبة في كتاب العين ٣/ ٣٧٨، ٥/ ٤٣٣.
(٢) الرجز لدكين الراجز في أمالي المرتضى ٢/ ٩٤، وبلا نسبة في كتاب الصناعتين ص ٢٣٩، والحيوان ٣/ ٧٥. [.....]
(٣) الانعقاق: الانشقاق.
(٤) قتادة: هو قتادة بن دعامة بن عرنين بن عمرو بن ربيعة السدوسي، أبو الخطاب البصري التابعي، ولد سنة ٦٠ هـ، وتوفي سنة ١١٧ هـ، صنّف «تفسير القرآن» . (كشف الظنون ٥/ ٨٣٤) .
(٥) إبراهيم: هو إبراهيم بن يزيد، أبو عمران النخعي الكوفي، توفي سنة ٩٦ هـ.
(٦) البيت من الطويل، وهو في ديوان دريد بن الصمة ص ٦٦، ولسان العرب (سوق)، والمخصص ١٣/ ٦٧، ١٦/ ٣٧، وتهذيب اللغة ٩/ ٢٣٤، ١٠/ ٤٨٨، وشرح ديوان الحماية للمرزوقي ص ٨١٨، والكامل ص ٤٩٧، والأصمعيات ص ١١٣، وجمهرة أشعار العرب ص ١١٨، وديوان المعاني ١/ ٥٦، وكتاب الصناعتين ص ٣٠٥، والبيت بلا نسبة في لسان العرب (جلل) .
1 / 89