تأويل مشكل القرآن

ابن قتيبة ت. 276 هجري
140

تأويل مشكل القرآن

محقق

إبراهيم شمس الدين

الناشر

دار الكتب العلمية

مكان النشر

بيروت - لبنان

ومن الاختصار: القسم بلا جواب إذا كان في الكلام بعده ما يدلّ على الجواب. كقوله: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢) أَإِذا مِتْنا [ق: ١، ٣] نبعث. ثم قالوا: ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ [ق: ٣] أي: لا يكون. وكذا قوله ﷿: وَالنَّازِعاتِ غَرْقًا (١) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطًا (٢) وَالسَّابِحاتِ سَبْحًا (٣) فَالسَّابِقاتِ سَبْقًا (٤) فَالْمُدَبِّراتِ أَمْرًا (٥) [النازعات: ١، ٥] . ثم قال: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) [النازعات: ٦] . ولم يأت الجواب لعلم السامع به، إذ كان فيما تأخّر من قوله دليل عليه، كأنّه قال: والنّازعات وكذا وكذا، لتبعثنّ، فقالوا: أَإِذا كُنَّا عِظامًا نَخِرَةً (١١) [النازعات: ١١] نبعث؟!. ومن الاختصار قوله: إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ [الرعد: ١٤] أراد: كباسط كفيه إلى الماء ليقبض عليه فيبلّغه فاه. قال ضابىء «١»: فإنّي وإياكم وشوقا إليكم ... كقابض ماء لم تسقه أنامله و(العرب) تقول لمن تعاطى ما لا يجد منه شيئا: هو كالقابض على الماء. ومنه: أن تحذف (لا) من الكلام والمعنى إثباتها. كقوله سبحانه: تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ [يوسف: ٨٥] أي لا تزال تذكر يوسف. وهي تحذف مع اليمين كثيرا. قال الشاعر «٢»:

(١) البيت من الطويل، وهو لضابىء بن الحارث البرجمي في لسان العرب (وسق)، ومقاييس اللغة ٦/ ١٠٩، وتاج العروس (وسق)، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ٩/ ٢٣٦، وأساس البلاغة (وسق) . (٢) البيت من الطويل، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٣٢، وخزانة الأدب ٩/ ٢٣٨، ٢٣٩، ١٠/ ٤٣، ٤٤، ٤٥، والخصائص ٢/ ٢٨٤، والدرر ٤/ ٢١٢، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٢٠، وشرح التصريح ١/ ١٨٥، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤١، وشرح المفصل ٧/ ١١٠، ٨/ ٣٧، ٩/ ١٠٤ والكتاب ٣/ ٥٠٤، ولسان العرب (يمن)، واللمع ص ٢٥٩، والمقاصد النحوية ٢/ ١٣، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٣٢، وخزانة الأدب ١٠/ ٩٣، ٩٤، وشرح الأشموني ١/ ١١٠، ومغني اللبيب ٢/ ٦٣٧، والمقتضب ٢/ ٣٦٢، وهمع الهوامع ٢/ ٣٨.

1 / 142