مثل المهدى عليه الصلاة والسلام والجلوس والسلام مثل ما بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفترة وترك إظهار دعوة الحق كما ذكرنا لتغلب أئمة الضلال وجعل ذلك كذلك ليكون علما ودليلا على الأمر بالستر والتقية فى هذه المدة وبأن لا يقوم أحد من الأئمة فيظهر دعوة الحق قبل قيام المهدى صلى الله عليه وسلم وقد جاء فى ذلك عن الأئمة صلى الله عليهم وسلم ما يطول ذكره من ذلك ما قاله محمد بن على صلى الله عليه وسلم لأخيه زيد لما أظهر القيام ويحك يا زيد إن مثل القائم من أهل هذا البيت قبل قيام مهديهم مثل فرخ طائر نهض من عشه قبل أن يستوى جناحاه فما هو إلا أن تحامل حتى اختطفه الصبيان يتلاعبون به فاحذر أن تكون غدا المصلوب بكناسة الكوفة، وقوله صلى الله عليه وسلم لجماعة من شيعتهم وقد حدثهم بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من البشرى بالمهدى وبأنه مظهر دعوة الحق وذكر صفته وعلامته وما يكون منه ثم قال للذين حدثهم بذلك فإن دعاكم أحد منا قبل أن تروا ما قيل لكم من ذلك إلى القيام معه فلا تجيبوه وإن كان ابنى هذا وأومأ بيده إلى جعفر صلى الله عليه وسلم، وقد جاء أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البشرى بالمهدى صلى الله عليه وسلم وصفته وما يظهر الله به من أمر دينه ويقطع به من الظلم والبدع ما يطول ذكره وأنه أول من يقوم بذلك فما روى عنه من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم المهدى صلى الله عليه وسلم من ولدى متمم[1] أمرى ويحيى سنتى وطالب ثأر أهل بيتى، وقوله بنا افتتح الله الدين وبنا يختمه وبنا استنقذكم من الكفر وبنا يستنقذكم من الفتنة.
ويتلو ذلك قول الصادق صلى الله عليه وسلم إن وقت صلاة ركعتى الفجر بعد اعتراض الفجر، إنه رخص فى صلاتهما قبل الفجر وقال أول وقت صلاة الفجر اعتراض الفجر فى أفق المشرق وآخر وقتها أن يحمر أفق المغرب. تأويل ذلك ما قد تقدم القول به أن مثل صلاة الفجر مثل دعوة المهدى صلى الله عليه وسلم ومثل أنها ركعتان مثله ومثل وصيه صلى الله عليه وسلم ومثل وقتها الذي هو اختلاط الضياء بالظلام مثل قيامه صلى الله عليه وسلم بالظاهر والباطن معا وإظهاره الدعوتين جميعا بعد ذهاب ظلمة الليل التى مثلها مثل الباطن المحض وأن الليل جعل للسكون فيه
صفحة ٢٠١