كذلك قائمة لا يفرقونها وباطن ذلك ألا يترك الظاهر كما ذكرنا بعلو الباطن كله ويستره فلا يظهر المفيدون شيئا منه إلى المستفيد ولكن عليهم أن يظهروا لهم من الباطن قدر ما يجب إظهاره فى كل عصر وزمان ولكل من استجاب لهم على قدر طبقاتهم واستحقاقهم وذلك مثل ما يظهر من مفرق الرأس من جلد الرأس إذا فرق الذي مثله إذا كان عليه الشعر مثل الباطن.
ويتلو ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرف فضل شيبه فوقره أمنه الله من فزع يوم القيامة.
وقوله الشيب نور فلا تنتفوه.
وقوله ثلاث يطفئن نور العبد من قطع ود أبيه وغير شيبه بسواد ووضع بصره فى الحجرات.
وقول المهدى بالله صلى الله عليه وسلم وقد رأى شيخا قد خضب لحيته بسواد لقد شوه هذا بخلقه، فتوقير الشيب ومعرفة حق ذى الشيبة المؤمن وترك نتفه وتغييره واجب فى ظاهر حكم الشريعة إلا ما رخص فى الخضاب فى الحرب لمباهاة العدو ولأن الشاب عند العدو أهيب من الشيخ لأنه أقوى وأجلد، ومثل صلاح الشيب فى الباطن مثل صلاح حال الظاهر وذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشيب نور فلا تنتفوه، وقد جاء عنه فى حفظه وحفظ أهله وتوقيرهم كثير من القول ومثل ذلك فى الباطن مثل حفظ صلاح الظاهر من أن يدخله فساد أو أن يترك ذلك وهو مثل نتف الشيب أو أن يغير بما يحيله عن صفته وذلك مثل تغيير ذلك الصلاح عن حاله وتوقير أهل الشيب فى الظاهر من المؤمنين واجب وكذلك يجب توقير المؤمن الحافظ الظاهر دينه الصالح الورع فى ظاهره والرخصة فى الخضاب فى الحرب مثل ذلك مثل ما يكون من الرجل المؤمن الظاهر الخشوع والورع والوقار والسكينة والحلم إذا لقى العدو للقتال من البطش والمجادلة والشدة وترك الخشوع والحلم والوقار فى ذلك المكان الذي كان له زينا فى غيره من المقامات فافهموا فهمكم الله.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم ثلاث يطفئن نور العبد من قطع وأبيه وغير شيبه بسواد ووضع بصره فى الحجرات فقد ذكرنا تأويل تغيير الشيب.
وأما قطع ود الأب فذلك منهى عنه فى الظاهر والباطن وهو قطع مودة الأبناء
صفحة ١٥٦