الإبل ليأكلوا منها لقلة الطعام.
وفي هذا الحديث: دليل من دلائل النبوة، كما أن فيه دليلًا على قدرة الله ﷿، وذلك أنهم في بعض الغزوات قلَّ طعامهم، فأرادوا أن ينحروا بعض الإبل ليأكلوا منها، «فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ جَمَعْتَ مَا بَقِيَ مِنْ أَزْوَادِ الْقَوْمِ، فَدَعَوْتَ اللَّهَ عَلَيْهَا، قَالَ: فَفَعَلَ»، فأخذ النبي ﷺ بمشورة عمر ﵁، وفعل ما أشار به.
وفيه: جواز إشارة المفضول على الفاضل بما يراه مناسبًا.
وقوله: «وَمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ بِالنَّوَى؟ قَالَ: كَانُوا يَمُصُّونَهُ وَيَشْرَبُونَ عَلَيْهِ الْمَاءَ» فيه دليل على ما أصاب الصحابة ﵃ من شدة الجوع، ولم يضرهم ذلك، بل عبدوا الله ﷿ على حالتهم تلك، وجاهدوا في سبيله، ونصروا دينه، وأعلَوا كلمته.
وقوله ﵊: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» فيه اشتراطُ اليقين في الإيمان، وهذا معنى قوله في الحديث السابق: «وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ».