توفيق الرحمن في دروس القرآن

فيصل آل مبارك ت. 1376 هجري
80

توفيق الرحمن في دروس القرآن

محقق

عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل محمد

الناشر

دار العاصمة،المملكة العربية السعودية - الرياض،دار العليان للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

مكان النشر

القصيم - بريدة

تصانيف

ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون»؟ . رواه أحمد وغيره، وعن أسامة ابن زيد ﵄ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي: فلان ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه» . رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما. وقوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، يقول تعالى: واستعينوا على أمور دينكم ودنياكم بالصبر والصلاة. قال عمر بن الخطاب ﵁: الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن، وأحسن منه الصبر عن محارم الله. وعن حذيفة بن اليمان ﵁ قال: (كان رسول الله ﷺ إذا حزبه أمر صلى) . رواه أبو داود. وعن ابن عباس ﵄، أنه نُعي إليه أخوه قثم وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما السجود، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، وقال ابن جريج: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾، قال: إنهما معينتان على رحمة الله. وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ﴾، أي: ثقيلة، ﴿إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، أي: المتواضعين، قال مجاهد: المؤمنين حقًا.

1 / 129