توفيق الرحمن في دروس القرآن

فيصل آل مبارك ت. 1376 هجري
71

توفيق الرحمن في دروس القرآن

محقق

عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل محمد

الناشر

دار العاصمة،المملكة العربية السعودية - الرياض،دار العليان للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

مكان النشر

القصيم - بريدة

تصانيف

لأهلكته، ولئن سلط عليّ لأعينه، فقال الله تعالى: ﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ﴾، يعني: ما يبديه الملائكة من الطاعة ﴿وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ يعني: ما يكتمه إبليس من المعصية. قوله ﷿: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٣٤)﴾ . هذه كرامة عظيمة أيضًا لآدم وذريته، حيث أمر الله الملائكة أن يسجدوا له، فقال: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ﴾، أي: سجود تعظيم وتحية، كما سجد إخوة يوسف له، لا سجود عبادة، وقد كانت الأمم السالفة تفعل ذلك بدل التسليم، وحرّم ذلك في شريعتنا فسجدوا طاعة لله، وتعظيمًا لآدم، إلا إبليس أبى واستكبر عن السجود لآدم وكان من الكافرين في سابق علم الله. قال قتادة: حسد عدو الله إبليس آدم ﵇ على ما أعطاه الله من الكرامة، وقال: أنا ناري وهذا طيني. وكان بدء الذنوب الكِبْر. استكبروا عدو الله أن يسجد لآدم ﵇. قوله ﷿: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (٣٥)﴾ . قال ابن إسحاق: لما فرغ الله من معاتبة إبليس أقبل على آدم وعلمه الأسماء كلها، فقال: ﴿يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ﴾ إلى قوله: ﴿إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ . قال: ثم أُلقيت السِّنة على آدم - فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة، وغيرهم من أهل العلم، عن ابن عباس وغيره - ثم أخذ ضلعًا من أضلاعه من شقه الأيسر، ولأم مكانه لحمًا، وآدم نائم لم يهبّ من نومه، حتى خلق الله

1 / 120