توفيق الرحمن في دروس القرآن
محقق
عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل محمد
الناشر
دار العاصمة،المملكة العربية السعودية - الرياض،دار العليان للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
القصيم - بريدة
تصانيف
يغترفون غرفة فتجزيهم ذلك. وقال ابن عباس: لما جاوزه هو والذين آمنوا معه، قال الذين شربوا: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده. وقال السدي: عبر مع طالوت النهر من بني إسرائيل أربعة آلاف، فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه فنظروا إلى جالوت رجعوا أيضًا، وقالوا: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده. فرجع عنه أيضًا ثلاثة آلاف وستمائة وبضعة وثمانون. وخلص في ثلاثمائة وبضعة عشر عدة أهل بدر.
وقال بعضهم في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللهِ﴾، هم العلماء من القليل: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ .
قوله ﷿: ﴿وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٢٥٠) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ
وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٢٥١) تِلْكَ آيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٢٥٢)﴾ .
يقول تعالى: ﴿وَلَمَّا بَرَزُواْ﴾، يعني: طالوت ومن معه من المؤمنين للعدو ﴿قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم﴾، كسروهم، ﴿بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ ... جَالُوتَ﴾ وكان طالوت وعده أن يزوجه ابنته إن قتل جالوت، ويشركه في أمره، فيما قال وهب. فآل الملك إلى داود، ﴿وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ﴾، الذي كان بيد طالوت، ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾، أي: النبوة بعد شمويل، ﴿وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ﴾، من صنعة الدروع وغير ذلك، ... ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ
1 / 323