توفيق الرحمن في دروس القرآن

فيصل آل مبارك ت. 1376 هجري
101

توفيق الرحمن في دروس القرآن

محقق

عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل محمد

الناشر

دار العاصمة،المملكة العربية السعودية - الرياض،دار العليان للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

مكان النشر

القصيم - بريدة

تصانيف

قال مجاهد: لا شية فيها: لا بياض ولا سواد. وقوله تعالى: ﴿وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ﴾ . قال ابن عباس: كادوا ألا يفعلوا، ولم يكن ذلك الذي أرادوا، لأنهم أرادوا ألا يذبحوها. قوله ﷿: ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (٧٢) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٧٣)﴾ . قال مجاهد: ﴿فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا﴾ اختلفتم. وقال ابن جريج: قال بعضهم: أنتم قتلتموه. وقال آخرون: بل أنتم قتلتموه. وقوله تعالى: ﴿وَاللهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾، عن المسيب بن رافع، قال: ما عمل رجل حسنة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله، وما عمل رجل سيئة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله، وتصديق ذلك في كلام الله: ﴿وَاللهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ . وقوله تعالى: ﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، أي: فضربوه فحيى، وقال: قتلني فلان ثم مات. وفي ذلك دليل على كمال قدرته، قال الله تعالى: ﴿مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ . قوله ﷿: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٧٤)﴾ . يقول تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ﴾ كله، ﴿فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ﴾ التي لما تلين أبدًا، ﴿أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ أي: بل هي أشد قسوة من الحجارة. ﴿وَإِنَّ مِنَ

1 / 150