توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم

أحمد بن إبراهيم بن حمد بن محمد بن حمد بن عبد الله بن عيسى (المتوفى: 1327هـ) ت. 1327 هجري
53

توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم

محقق

زهير الشاويش

الناشر

المكتب الإسلامي

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

وَلم يثبتوا شَيْئا وَلم ينفوا مَوْجُودا وَلم يفرقُوا بَين التَّفْسِير والعبارة بالألسنة فَقَالُوا لَا نفسرها نجربها عَرَبِيَّة كَمَا وَردت وَقد تأولوا وَا تِلْكَ التأويلات الخبيثة أَرَادوا بِهَذِهِ المخرقة أَن يكون عوام الْمُسلمين أبعد غيابا وأعيا ذَهَابًا مِنْهَا ليكونوا أوحش عِنْد ذكرهَا وأشمس عِنْد سماعهَا وكذبوا بل التَّفْسِير أَن يُقَال وَجه ثمَّ يُقَال كَيفَ وَلَيْسَ كَيفَ فِي هَذَا الْبَاب من مقَال الْمُسلمين فَأَما الْعبارَة فقد قَالَ الله تَعَالَى وَقَالَت الْيَهُود يَد الله مغلولة الْمَائِدَة ٦٤ وَإِنَّمَا قَالُوا هم بالعبرانية فحكاها عَنْهُم بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ يكْتب رَسُول الله ﷺ (كِتَابه) بِالْعَرَبِيَّةِ فِيهَا أَسمَاء الله وَصِفَاته فيعبر بالألسنة عَنْهَا وَيكْتب إِلَيْهِ بالسُّرْيَانيَّة فيعبر لَهُ زيد بن ثَابت ﵁ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالله تَعَالَى يدعى بِكُل لِسَان بأسمائه فيجيب وَيحلف بهَا فَيلْزم وينشد فيجار ويوصف فَيعرف ثمَّ قَالُوا لَيْسَ ذَات الرَّسُول بحية وَقَالُوا مَا هُوَ بعد مَا مَاتَ بمبلغ فَلَا تلْزم بِهِ الْحجَّة فَسقط من أقاويلهم ثَلَاثَة أَشْيَاء أَن لَيْسَ فِي السَّمَاء رب وَلَا فِي الرَّوْضَة رَسُول وَلَا فِي الأَرْض كتاب كَمَا سَمِعت يحيى بن عمار يحكم بِهِ عَلَيْهِم وَإِن كَانُوا موهوها ووروا عَنْهَا واستوحشوا من تصريحها فَإِن حقائقها لَازِمَة لَهُم وأبطلوا التَّقْلِيد فَكَفرُوا آبَاءَهُم وأمهاتهم وأزواجهم وعوام الْمُسلمين وأوجبوا النّظر فِي الْكَلَام واضطروا إِلَيْهِ (الدّين) بزعمهم فَكَفرُوا السّلف (وَقَالَت الطَّائِفَة مِنْهُم الْفَرْض لَا يتَكَرَّر) فأبطلت الشَّرَائِع وَسموا الْإِثْبَات تَشْبِيها فعابوا الْقُرْآن وضللوا الرَّسُول ﷺ فَلَا تكَاد ترى مِنْهُم رجلا ورعا وَلَا للشريعة مُعظما وَلَا لِلْقُرْآنِ مُحْتَرما وَلَا للْحَدِيث موقرا سلبوا التَّقْوَى ورقة الْقلب وبركة التَّعَبُّد ووقار الْخُشُوع واستفضلوا الرَّسُول فَانْظُر إِلَى أحدهم فَلَا هُوَ

1 / 54