توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم
محقق
زهير الشاويش
الناشر
المكتب الإسلامي
الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٦
مكان النشر
بيروت
تصانيف
العقائد والملل
.. الله أكبر هتكت أستاركم ... حَتَّى غدوتم ضحكة الصّبيان ...
قَول النَّاظِم
... فاذا انْتَفَت صفة الْكَلَام فضدها ... خرس وَذَلِكَ غَايَة النُّقْصَان ...
لاشك ان الْكَلَام صفة كَمَال وكل كَمَال اتّصف بِهِ الْمَخْلُوق اذا لم يكن فِيهِ نقص بِوَجْه مَا فالخالق أَحَق بِهِ لانه هُوَ الَّذِي خلقه وكل كَمَال اتّصف بِهِ مَوْجُود مُمكن وحادث فالموجود الْوَاجِب الْقَدِيم أولى بِهِ وكل نقص تنزه عَنهُ مَخْلُوق مَوْجُود حَادث فالخالق أولى بتنزيهه عَنهُ
قَوْله فلئن زعمتم ان ذَلِك فِي الَّذِي هُوَ قَابل الخ قَالَت النفاة من الباطنية من المتفلسفة وَغَيرهم لما قيل لَهُم اذا لم يُوصف بِالْعلمِ وَالْقُدْرَة والحياة وَالْكَلَام لزم أَن يَتَّصِف بِمَا يُقَابل ذَلِك كالعجز وَالْجهل وَالْمَوْت والبكم فَقَالُوا انما يلْزم ذَلِك لَو كَانَ قَابلا للإتصاف بذلك فان المتقابلين تقَابل السَّلب والايجاب كالوجود والعدم اذا عدم أَحدهمَا ثَبت الاخر واما التقابلان تقَابل الْعَدَم والملكة كالحياة وَالْمَوْت والعمى وَالْبَصَر فقد يَخْلُو الْمحل عَنْهُمَا كالجماد فَإِنَّهُ لَا يُوصف لَا بِهَذَا وَلَا بِهَذَا فَقَالَ لَهُم أهل الاثبات فررتم (من) تَشْبِيه بِالْحَيَوَانِ النَّاقِص الَّذِي لَا يسمع وَلَا يبصر وَلَا يتَكَلَّم مَعَ امكان ذَلِك مِنْهُ فشبهتموه بالجماد الَّذِي لايقبل الاتصاف لَا بِهَذَا وَلَا بِهَذَا فَكَانَ مَا فررتم اليه شرا مِمَّا فررتم مِنْهُ
1 / 312