229

توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم

محقق

زهير الشاويش

الناشر

المكتب الإسلامي

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

وتنزيها بِلَا تَعْطِيل كَمَا عَلَيْهِ سلف الامة وفحول الائمة فَهُوَ حق الْيَقِين وَمَا بعد الْحق الا الضلال
قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى
... وَزَعَمت أَن مُحَمَّدًا أسرِي بِهِ
لَيْلًا أليه فَهُوَ مِنْهُ دَان ... وَزَعَمت أَن مُحَمَّد يَوْم اللقا
يُدْنِيه رب الْعَرْش بالرضوان ... حَتَّى يرى الْمُخْتَار حَقًا قَاعِدا
مَعَه على الْعَرْش الرفيع الشان ... وَزَعَمت أَن لعرشه أطا بِهِ
كلارحل أط بِرَاكِب عجلَان ... وَزَعَمت أَن الله أبدى بعضه
للطور حَتَّى عَاد كالكثبان ... لما تجلى يَوْم تكليم الرضى
مُوسَى الكليم مُكَلم الرَّحْمَن ... وَزَعَمت للمعبود وَجها بَاقِيا
وَله يَمِين بل زعمت يدان ... وَزَعَمت ان يَدَيْهِ للسبع العلى
والارض يَوْم الْحَشْر قابضتان ... وَزَعَمت ان يَمِينه ملأى من
الْخيرَات مَا غاضت على الازمان ... وَزَعَمت ان الْعدْل فِي الاخرى بهَا ... رفع وخفض وَهُوَ بالميزان
وَزَعَمت أَن الْخلق طرا عِنْده ... يَهْتَز فَوق اصابع الرَّحْمَن
وَزَعَمت ايضا ان قلب العَبْد مَا ... بَين اثْنَتَيْنِ من الاصابع عان
وَزَعَمت ان الله يضْحك عِنْدَمَا ... يتقابل الصفان يقتتلان
من عَبده يَأْتِي فيبدي نَحره ... لعَدوه طلبا لنيل جنان ...

1 / 230