التوضيح لشرح الجامع الصحيح
محقق
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث بإشراف خالد الرباط، جمعة فتحي
الناشر
دار النوادر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
دمشق - سوريا
تصانيف
فأَعْطَاكَ مَوْلاكَ ما تَشْتَهيه … وأَجْزَلَ حظَّكَ فِيْمَا وَهَبْ
وخَصَّكَ في عُرصاتِ الجِنان … بنِعَمٍ تدومُ ولا تَنْقَضِبْ
وهو الأثر الباقي الخالِد للإمام البُّخارى الذي جَمَعَ فيه مِنَ السُّنَّةِ الصحيحة وخلَّدَها، بعد أن نقَّاها وصفَّاها مما علق بها من اخْتِلاق، فخلَّدَ به اسمه في العالمين، وقد سمَّى البُّخارى كتابَهُ:
(الجامِع الصَّحيح المُسْند مِنْ حديثِ رسُولِ الله ﷺ وسُننه وأيامِهِ).
هكذا روى اسمه الحافظ ابن حجر في كتابه "هدي الساري" (^١) وذكر الإمام العيني في "عمدة القاري" (^٢) أن اسمه: "الجامِع المُسند الصحيح المختصر من أمورِ رسول الله ﷺ وسننه وأيامه" فالفرق بين الروايتين هو زيادة كلمة "المختصر" عند العيني.
ونظرا لطول هذا الاسم، وصعوبة الإستدلال به، والإشارة إليه عند الحاجة، والاستشهاد به كثيرًا، فقد دأب ذكره موجزًا مختصرًا على لسان الإمام البخاري نفسه وفي أقواله، فسماه مرة "الجامع الصحيح" كما ورد ذلك في حديثه عن الباعث على تأليفه قال:
كنا عند إسحاق بن راهويه فقال: (لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله ﷺ قال: فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع الجامع الصحيح) (^٣)، وسماه أيضًا (الجامع) كما جاء في قوله: (ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحيح حتى لا يطول) (^٤) وسماه
_________
(^١) "هدي الساري" ص ٦.
(^٢) "عمدة القاري" ١/ ٥، وهو كذلك عند النووي في "التلخيص" ١/ ٢١٣.
(^٣) "هدي الساري" ص ٥.
(^٤) المصدر السابق ص ٥، "طبقات الشافعية" ٢/ ٧.
1 / 74