التوضيح لشرح الجامع الصحيح
محقق
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث بإشراف خالد الرباط، جمعة فتحي
الناشر
دار النوادر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
دمشق - سوريا
تصانيف
ويقول أيضًا: بيننا وبين القوم القوائم، يعني: الإسناد (^١).
وسئل عن حديث عن الحجاج بن دينار، عن النبي ﷺ فقال: إن بين الحجاج وبين النبي ﷺ مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي (^٢).
وقال حماد بن زيد ت ١٧٩ هـ: وقد ذاكره بقية بن الوليد بأحاديث، فقال حماد: ما أجودها لو كان لها أجنحة! يعني: أسانيد (^٣).
وقال مالك بن أنس ت ١٧٩ هـ: في قول الله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ [الزخرف: ٤٤]. قال: قول الرجل: أخبرني أبي عن جدي .. إلخ.
يقصد الرواية بالسند المتصل (^٤).
وقال سفيان الثوري ت ١٦١ هـ: الإسناد سلاح المؤمن، إذا لم يكن معه سلاح، فبأي شيء يقاتل؟! (^٥).
وقال شعبة بن الحجاج ت ١٦٠ هـ: كل علم ليس فيه حدثنا وأخبرنا فهو خل وبقل. يريد بالعلم هنا: الحديث (^٦).
_________
(^١) قوائم الحديث: يعني: إسناده، فجعل ابن المبارك الحديث كالبيت لا يستقيم بدون أعمدة أو قوائم فكذا الحديث. والأثر رواه مسلم في المقدمة باب: بيان أن الإسناد من الدين.
(^٢) المفاوز: الأرض البعيدة عن العمران والماء ويخشى فيها الهلاك، وهذِه العبارة فيها استعارة جميلة. لأن الحجاج من تابعي التابعين، فأقلُّ ما يمكن أن يكون بينه وبين الرسول ﷺ اثنان: التابعي والصحابي، ولذا قال: مفاوز، أي: انقطاع كبير.
(^٣) انظر: "فتح المغيث" للسخاوي ٣/ ٤.
(^٤) "المدخل" للحاكم ص ٢.
(^٥) رواه السمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" ص ٨.
(^٦) رواه الخطيب في "الكفاية في علم الرواية" هـ ٢٨٣ باب: ما جاء في عبارة الرواية. والسمعاني في "أدب الإملاء الاستملاء" ص ٧، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص ٥١٧ باب: القول في التحديث والإخبار.
1 / 41