104

وقد يستدل بعضهم على جواز العشق وإباحته بحديث: =من عشق، فعف، وكتم، وصبر، ثم مات كان شهيدا+.

وهذا الحديث باطل موضوع كما بين ذلك العلماء(288).

ح_التهتك والتبرج والسفور: فذلك من أعظم محركات العشق؛ فهو سبب للنظرات الغادرة، التي تعمل عملها في القلب.

هذا وقد سبق الحديث عن هذا السبب في فقرة سابقة.

ط_إطلاق البصر: فبداية العشق في الأغلب تكون عند النظر إلى المحاسن.

وسيأتي الكلام على هذه المسألة مفصلا_إن شاء الله_.

ي_المعاكسات الهاتفية: فهي من أعظم ما يجر إلى العشق؛ فقد تكون الفتاة حصانا رزانا لا تزن بريبة، ولا تحوم حولها شبهة، وهي من بيت طهر وفضيلة، قد جلله العفاف، وأسدل عليه الستر.

فما هي إلا أن تتساهل في شأن الهاتف، وتسترسل في محادثة العابثين حتى تقع فيما لا تحمد عقباه؛ فربما وافقت صفيقا يغترها بمعسول الكلام، فتعلقه، وتقع في أشراكه؛ ولا يخفى أن الأذن تعشق قبل العين أحيانا.

وربما زاد الأمر عن ذلك، فاستجر الفتاة حتى إذا وافق غرتها مكر بها، وتركها بعد أن يلبسها عارها.

وربما كانت المبادرة من بعض الفتيات؛ حيث تمسك بسماعة الهاتف وتتصل بأحد من الناس إما أن يكون مقصودا بعينه، وإما أن يكون الاتصال خبط عشواء؛ فتبدأ بالخضوع له بالقول، وإيقاعه في حبائلها.

والحامل على المعاكسات في الغالب تساهل كثير من الناس في شأن الهاتف، أو الجهل بعواقب المعاكسات، أو من باب التقليد الأعمى، أو حب الاستطلاع، أو غير ذلك من الأمور التي يجمعها الجهل، وعدم النظر في العواقب، وقلة المراقبة لله_تعالى_.

والحديث عن المعاكسات الهاتفية وما تجره من فساد يطول ذكره، وليس هذا مجال بسطه.

والمقصود من ذلك الإشارة إلى أن المعاكسات الهاتفية من أعظم الأسباب التي تقود إلى العشق والتعلق؛ فسد هذا الباب واجب متعين.

هذه_على سبيل الإجمال_هي الأسباب الحاملة على العشق.

=كيفية التوبة من العشق+:

صفحة ١٠٤