الفن الأول في سلسلة الذهب الجامعة بين طريقتين المحدثين
والفقهاء
وذلك إن أئمة الحديث اختلف اختيارهم في أصح الأسانيد، فاشتهر عن إمام الفن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري أنه قال: أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر، فجاء من بعده فقال: ينبغي أن يضم إلى هذه الترجمة الشافعي لإطباقهم على أنه أجل من أخذ عن مالك، فيقال: الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر، ثم جاء بعض المتأخرين من شيوخ شيوخنا وتبعه جماعة من شيوخنا فقالوا: أخص من هذا أن يكون من رواية أحمد بن حنبل عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- ففتشنا فما وجدنا ورد بهذه الترجمة إلا أربعه أحاديث هي في الأم للشافعي ومن قبله لشيخه مالك في الموطأ مفرقة، وأوردها أحمد في مسنده مجموعة.
فأفردت هذه الأحاديث الأربعة في فصل مفرد ثم تلوته بفصل يشتمل على ما جاء من رواية الإمام أحمد عنه لأنه أصح الأسانيد على قول من قدمنا ذكره من القدماء.
صفحة ٢٥