توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس لابن حجر

ابن حجر العسقلاني ت. 852 هجري
134

توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس لابن حجر

تصانيف

وبسندي الماضي إلى القضاعي قال: قرأت على أبي عبد الله بن شاكر أن الحسن بن رشيق أخبره عن سعيد بن أحمد اللخمي عن المزني قال: كنت مع الشافعي فمر بهدف فإذا رجل يرمي بقوس عربية، فوقف عليه الشافعي وكان حسن الرمي فأصاب أسهما، فقال له الشافعي: أحسنت وبرك عليه، ثم قال لي: ما معك؟ فقلت: ثلاث دنانير، فقال: أعطه إياها واعذرني إذ لم يحضرني غيرها.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي سمعت عمرو بن سواد يقول: قال لي الشافعي: كانت همتي في شيئين العلم والرمي، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وفي رواية غيره: من كل عشرة تسعة.

وأخرج الآبري من طريق القزويني -قاضي مصر- عن الربيع قال: كان الشافعي إذا سأله إنسان، استحى من السائل وبادر بإعطائه فإن لم يكن معه أرسل إليه إذا رجع.

قال الربيع: ولقد سمعنا بالأسخياء، وكان عندنا منهم قوم وما رأينا مثل الشافعي.

وقال زكريا الساجي: أنا إبراهيم بن زياد عن البويطي قال: قدم علينا الشافعي مصر، فكانت زبيدة ترسل إليه الوشي والثياب فيقسمها بين الناس.

وقال الآبري: أخبرني الزبير عبد الواحد ثنا القزويني -قاضي مصر- قال: قيل للربيع كيف كان لباس الشافعي؟ قال: كان مقتصدا فيه يلبس الثياب الرفيعة من الكتان والقطن والبغدادي، وكان ربما لبس قلنسوة ليست بمشرفة جدا، ويلبس كثيرا العمامة والخف، وكان لا يأتي عليه يوم إلا تصدق فيه ويتصدق بالليل ولا سيما في رمضان، ويتفقد الفقراء والضعفاء، وكانت نفقته على أهله على ما يتعارف من سعة التجار وأهل الفضل، وكان أكرم الناس مجالسة.

صفحة ١٥٦