لعظمته الجبارون، وذل لقضائه الأولون والآخرون، نفذ في الأشياء علمه بما كان وبما لا يكون، (وبما لو كان كيف كان يكون (١)، فأحاط بالأشياء علمًا، وسمع أصواتها سمعًا، وأدرك أشخاصها [.......] (٢) ونفذ فيها إرادته، وأمضى (٣) فيها مشيئته، فهي مدبرة [.....] (٤) . وقربها اختراعًا فكانت عن إرادته، لم يتقدم منها شيء قبل وقته الذي أراد فيه كونه، [ولَمْ] (٥) يتأخر فيه عن نهيه، وكيف يستصعب عليه من لم يكن شيئًا مذكورًا حتى كونه سبحانه الواحد القهار.
فلما سَرَّ أولياء الله برؤيته وأكرمهم بقربه، ونعَّم قلوبهم بمناجاته واستماع كلامه، أذن لهم بالانصراف إلى ما أعد لهم من كرامته ونعيمهم ولذاتهم، فانصرفوا على خيل الدر والياقوت، على الأسرة فوقها الحجال، ترف وتطير في رياض الجنان.
فما ظنك بوجوه نظرت إلى الله ﷿ وسمعت كلامه كيف ضاعف حسنها وجمالها؟ وزاد ذلك في أشراقها ونورها، فلم تزل في مسيرها حتى أشرفت على قصورها.
فلما بدت لخدامها وقهارمتها وولدانها بادر كل واحد منهم خدامه وقهارمته وولدانه
_________
(١) هذا التعبير فيه خطأ على الله، فقائله يقصد به علو عظمة الله وقدرته، غير أن الصواب، أنه أبدع ما كان على أعظم مثال، فليس أعظم مما أبدع حتى يكون «وبما لو كان كيف كان يكون»، والله أعلم. وضبط أي شيءٍ يتعلق بصفات الله أو أسمائه أو أي كلام عن الله لابد أن يكون بنص حتى لا تكون فتنة، فقائل يقول والآخر يعترض. والبادئ هو المطالب بالدليل. والله تعالى أعلم.
(٢) قال (أ): بياض في الأصل. ولعلها (إدراكًا) اتساقًا مع العبارة قبلها. (أ. هـ)
(٣) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [وامضا] .
(٤) قال (أ): بياض في الأصل. ولعلها (تدبيرًا) اتساقًا مع العبارة قبلها. (أ. هـ)
(٥) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في الأصل عنده [لم] .
1 / 78