تنظر إلينا؟ فلما امتلأت (١) مسامعك من حسن كلامها طار قلبك عشقًا لحسن نغمتها فأجببتها (٢): ومن أنت بارك الله فيك؟ فردت الجواب إليك: أنا من اللواتي قال الله ﷿ ﴿فلا تعلم نفْس ما أخْفِيَ لَهم مِنْ قرةِ أعْين﴾ (٣) .
فتوهم وثوبك من سريرك إلى صحن قبتك، ثم مشيت مع ولدانك وخدمك، ووفد (٤) ولدانها وخدامها يستقبلونك، واستقبلوك ومشوا بين يديك حتى أتيت قبة من ياقوتة حمراء في قصر من در وياقوت، فلما دنوت من باب قصرها قامت قهارمتك وخدامك رافعي ستور قصرك، فدخلته ممتلئًا سرورًا.
فتوهم باب القصر وحسن الستر وحسن الحجاب والقهارمة والخدام، ثم دخلت قصرك الذي نادتك منه زوجتك، فلما دخلت من بابه وقع بصرك على حسن جدرانه من الزمرد الأخضر، وحسن رياضه، وبهجة بنائه، وإشراق عرصاته، ونظرت إلى قبتك التي فيها زوجتك يتلألأ نور القبة نورًا وضوءًا وإشراقًا بنور وجهك ونور وجه زوجتك، فلما نظرتْ إليك، نظرتْ من فرش الحرير والإستبرق والأرجوان، فنزلت عن سريرها مبادرة، قد استخفها شدة
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [امتلت] .
(٢) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [فأجبتها] .
(٣) السجدة /١٧.
(٤) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [وقرن] .
1 / 64