غاضة أبصارها تعظيمًا لك، ولما رمق أبصارهم من إشراق نور وجهك: يا ولي الله، رسل الله إليك بالباب ومعهم التحف من عند ربك، فرجعت إليهم بالجواب: أن ائذنوا لرسل مولاي، ففتحت الحجبة عند إذنك لهم أبواب قصرك وأنت متكئ، فدخلوا على أريكتك والولدان قد صفوا بين يديك، فأقبلت الملائكة بحسن صورهم والهدايا تلمع وتسطع نورًا في أيديهم، فدخلوا عليك من أبواب متفرقة لينجز لك ربك ما وعدك من كل باب، سلام عليك، فبادروا بالسلام عليكم بحسن نغماتهم من كل أبوابك، ثم أتبعوا تسليمهم: يا ولي الله إن ربك يقول: عليك السلام، وقد أرسل إليك بهذه الهدايا والتحف.
فتوهم سرور قلبك بتحف ربك ولطفه (١) إياك حتى إذا خرجوا من عندك أقبلت على نعمتك مع زوجتك قد حار فيها طرفك، واشتد بها سرورك.
فبينا أنت معها في غاية السرور والحبور إذا أتى (٢) النداء بأحسن نغمة وأحلى (٣) كلام من بعض ما أعد الله من أزواجك: يا ولي الله أما لنا منك دولة؟ أما آن لك أن
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [ولفطه] .
(٢) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في الأصل عنده [أتا] .
(٣) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [وأحلا] .
1 / 63