فقال له أبو السرايا : يا أبا الأزهر، الكلام يطول، والاحتجاج يكثر، وقد أعطيت الله عهدا أن لا أراجع لابس سواد بسلم، ولا أنزع له عن منكر، فإن رأيت أن تنزع سوادك وتحاورني فافعل.
قال: فولى زهير وجهه إلى أصحابه، فابتدره الخدم ينزعون سواده فكبر أبو السرايا، ثم قال: ولاني ظهره وخلع سواده، والله لأهزمن جمعه، ولأخلعن سواده يعني جماعته وعزه.
[43] [أخبرنا أبو العباس الحسني قال: حدثنا أبو زيد العلوي عن أبي جعفر أحمد بن الحسين الكوفي] عن نصر بن مزاحم، عن يزيد بن موسى الجعفي قال: كنت مع العلاء بن المبارك، في الرابئين يوم القنطرة، فنظر إلى الناس يمرون إلى الكناسة إلى العسكر والوقعة، فقال لي:يا أبا خالد، أترى الله ينصر هؤلاء جميعا، أو يدفع بهم عن حريم، فما افترقنا من مجلسنا حتى رأيت الناس يتباشرون بالفتح، والرؤوس على أطراف الرماح، وصدور الخيل.
صفحة ٤٦٩