نسب إلى هذين الموضعين؛ لإدمانه(1) الجلوس فيهما، وهو جده الخامس محمد بن القاسم -عليه السلام- فإنه سمي(2) البطحاني؛ فنسب إليه المؤيد بالله -عليه السلام-.
أخذ العلم عن السيد الإمام أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
وكان أبو العباس هذا وحيد عصره، وعالم دهره، والحافظ لعلوم العترة، والناصر لفقه الزيدية، فأخذ عنه المؤيد بالله عليه السلام مذهب الزيدية، وقرأ عليه علم الكلام على طريقة البغدادية، وقرأ أيضا على أبي الحسن(3) بن علي بن إسماعيل بن إدريس فقه الزيدية، وروى عنه الحديث عن الناصر للحق -عليه السلام-.
و[كان](4) هذا أبو الحسين من أجل أهل طبرستان فضلا، وعلما، فبلغ المؤيد بالله غاية النهاية، وأرفع الدرجات في الفقه، وأصول الفقه(5)، وعلم الكلام، مبلغا لم يبلغه غيره، وقرأ على الشيخ أبي عبدالله البصري، ولقي كثيرا من علماء عصره، واقتبس علومهم، وعلق زيادات الشرح على قاضي القضاة.
وله -عليه السلام- التصانيف الحسنة العجيبة:
ففي الأصول: كتاب النبوءات والتبصرة، وفي فقه الهادي عليه السلام: التجريد، وشرحه أربعة(6) مجلدات، والبلغة في الفقه(7)، وفي فقه نفسه عليه السلام الإفادة، والزيادات علق ذلك على أصحابه، ولهذين الكتابين شروح وتعاليق عدة مفيدة. وله -عليه السلام- تصانيف مشهورة غير هذه(8).
صفحة ٨